40(1)

1.2K 10 1
                                    

فضاءات اليأس والأمل / الجزئية الأولى من الجزء الأربعين

بعد مرور شهر...

بدأ الفصل الدراسي الجديد في قطر..
ومازالت أميرة في لندن...
وشهاب مصر أنها لم تعود إلا معه... حتى لو اعتذرت عن الفصل الثاني... وهذا ماحدث..
قدمت لها الجليلة اعتذارا رغم أنها غير راضية أن تذهب السنة كلها عليها...

مساعد مر بهم قبل أسبوع وجلس معهم عدة أيام.. ثم غادرهم.. وهو الآن في هولندا..
والجليلة مازالت تقود كثير من الأطراف وترعاها..
وعلاقتها مع مي في تحسن مذهل.. وهي تعامل مي كابنة.. تعامل غير غريب على الجليلة التي عاملت أختيها كابنتين لها..
لكن التعامل كان غريبا على مي.. التي لم تعتد هذه الحياة الأنثوية...
وهي تنخرط مع الجليلة في ترتيبات جذرية في البيت..
وتذهب معها لشراء أغراض البيت...
لأول مرة في حياتها ترى (الكَبرة)(سوق الخضار).. أجواء مثيرة وغريبة عليها..
لأول مرة تتعرف مي على مطابخ البيت.. وتعرف محتوياتها..
لأول مرة تطبخ وتعجن وتضع يدها في العجين..
باتت أيامها أجمل بكثير وأكثر متعة في وجود الجليلة..
تذهبان للتسوق، للمشي، للفرجة، تدوران معا في أرجاء البيت.. وبينهما حديث أنثوي جميل لا يتوقف...
لأول مرة تجد مي أحدا يهتم بها في أثناء دورتها الشهرية، وهي من كانت تقضيها باكية معتكفة في غرفتها من الألم..
الان الجليلة تصنع لها شوربة..
وتصر عليها أن تشرب المشروبات الدافئة.. التي تحضرها إلى فراشها..
ثم تجلس معها في الغرفة...وترفض تركها وحيدة..
تعاملها الجليلة كما كانت تعامل شقيقتيها تماما...

كما باتت مي تجد أحدا يصر عليها أن تعتني بشعرها..
أخر من وضع زيتا في شعرها كانت جدتها بخيتة وضعته لها قبل أكثر من عشر سنوات.
الجليلة الآن تصر أن تزيت شعرها معها.. كلما وضعت هي لشعرها زيتا..
فتقول لها مي ضاحكة: وشعري المنتف بيصير حلو مثل شعرش يعني؟!

وهاهي أخيرا تجد أحدا يدخل معها إلى غرف القياس حينما تذهب للتسوق.. يغلق عليها الملابس ويعطيها رأيه فيها..
وكان هذا الأمر بمثابة حلم لها... وهي تضطر أن تأخذ الملابس معها للبيت وتقيس هناك.. وقد تضطر لإعادتها..

الآن تجد أحدا يذهب معها للصالون كي تعتني بنفسها كأنثى... بعد أن كان هذا الأمر من أكثر الأمور المحرجة لها...
لذا كانت لا تذهب هناك إلا للضرورة القصوى.. كأن تقص شعرها مثلا..
لأن فرات كان يأخذها هناك ولكنه يبقى ينتظرها في السيارة حتى تنتهي..
كثيرة هي الأمور التي كانت محرومة منها وأصبحت تنعم بها مع وجود الجليلة..

من جانب آخر كانت تذهب مع الجليلة أيضا لزيارة أقاربها ومعارفها...
في البدء كانت تذهب معها مجاملة... لكنها بعد ذلك باتت تسعد كثيرا بالزيارات... خصوصا حين تذهب معها لصيتة فهي ترى صديقتها البندري هناك...

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن