30

1.3K 14 2
                                    

فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الثلاثون

"أنتي ما تزهقين من مقابل كمبيوترش؟؟!!"

رفعت الهنوف -التي كانت تجلس مقابلا لمكتبها- رأسها عن انهماكها بحاسوبها..
وهي تهمس بمودة باسمة للبندري التي اقتحمت عليها المكان بفوضويتها العذبة:
غريبة بندري هانم ..منتي بلازقة في صيتة ومطلعة روحها؟؟

ضحكت البندري: تعرفين لازقة فيها عشانها جديدة وفيها ريحة عمريكا..
وإلا ما أبي ألزق في حد غيرش.. غير أنتي صار لش كم يوم ماتعطيني وجه..

ابتسمت الهنوف: يخلف على (عمريكا) اللي تعرفينها..
ثم أردفت بإبتسامة: ونعم اخلصي علي.. وش تبين؟؟ بين على وجهش نظرة المصالح..مفضوحة..

اختصرت البندري المسافة بينهما.. وهي تقفز جوار الهنوف، ووتتمسح بها برجاء:
أجل مافيه داعي للمقدمات دامني مفضوحة قدامش..
تكفين تكفين تكفييييييين.. جعلني ما أبكي عينش.. روحي معي لمي..

ضحكت الهنوف: زين روحي لمي، أنتو بزارين وتبون تسولفون مع بعض، أنا وش مدخلني بينكم؟؟

تأففت البندري وهي تجلس على طرف مكتب الهنوف وساقاها تتأرجحان في الهواء:
مي نفسيتها مزبلة، وماتبي تطلع من البيت عشان جدها..
وخبرش (السيدة منشن) المبجلة أم متعب.. مستحيل تخليني أروح بروحي.. وخصوصا إنه على قولتها بيت مافيه إلا رياجيل.
ثم أردفت وهي ترجع كتفيها للوراء وتمد رقبتها بخيلاء تمثيلي وهي ترف بأهدابها: خبرش بنتها فاتنة القلوب وتخاف حد يخطفها..

الهنوف مبتسمة: يستر على الخاطفين منش لا تأكلينهم..

تقفز البندري عن المكتب بخفة.. وتعود للوقوف بجوار الهنوف الجالسة على مقعد مكتبها وهي تهمس بذات رجائها الطفولي الرقيق: تكفين الهنوف تكفين..

اتسعت ابتسامة الهنوف وهي تقف وتهمس بمودة حقيقية صافية وهي تقرص خد البندري:
ما أقدر عليش.. كلمي السواق والخدامة عشان يجهزون.. على ما أتوضأ وأبدل.

البندري باستغراب باسم مقصود: وليه خدامة وسواق؟؟، بنقول لتركي يودينا..توه كان يقول إنه بيروح لبيت أبوفرات.

الهنوف اتسعت عينيها وهي تهمس بغضب: نــــعــــم؟؟

حينها رفعت البندري حاجبيها وهي تهمس بخبث: مستحية يعني تروحين معه.. وأنتي البارحة ساعتين تكلمينه؟!!

الهنوف وقفت بشكل مفاجئ ليندفع كرسيها للخلف بعنف.. واتسعت عيناها من الصدمة وكحت حرجا بالغا، شعرت أنها ستموت فعليا من الحرج..
لم يكن في بالها أبدا وهي توافق على مقترح تركي بالمكالمة بينهما قبل يومين أن يكون هذا الخبر مشروعا للمشاركة..
فهي رجته أن لا يعرف أحد غير عمها، لأنها لن تحتمل شعورها بالحرج أمام الجميع.
هتفت الهنوف بذات الحرج البالغ المختلط بغضبها على تركي دون سواه: ومن يعرف غيرش بعد إني أكلم زفت الطين؟؟

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن