فضاءات اليأس والامل/ الجزئية الأولى من الجزء الحادي والأربعين
قبل العصر في بون/ ألمانيا..
جابر غادر الشقة...
بينما ضي بعدما أغلقت الباب خلفه... توجهت للمطبخ تريد تجهيز حلوى كانت أعدت بعض مكوناتها.....بعد دقائق سمعت طرقات تتعالى على الباب...
لم تستغرب الطرقات كثيرا..
ففي أحيان كثيرة.. طباخ شقة آل سطام.. يحضر بعض الأشياء ويتركها عند الباب بعد أن يطرق الباب..
فهي اعتادت أن تتسلى في صنع الحلويات..
وكان جابر يأخذ معه لهم وقت قهوة العصر..
وكان الطباخ يعيد الأواني اليوم التالي.. غالبا في هذا الوقت أو مع أواني الغداء..
سمعت الطرقات تتعالى مرة أخرى.. حينها استغربت من طرقه للباب للمرة الثانية، فهو يطرق لمرة واحدة ثم يضع الأواني عند الباب ويغادر ..فتحت الباب قليلا دون أن تفتح السلسلة وهي تختفي خلف الباب وهمست باحترام واثق:
رشيد شكرا خلاص.. حط المواعين وروح..حينها سمعت ضحكة رجالية مكتومة.. وكأن من يضحك كان يحاول منع نفسه من الضحك..
أغلقت الباب بقوة وهي تسند ظهرها للباب.. ودقات قلبها تتصاعد بعنف..
(يمه!! لا يكون حرامي..
بس حرامي كيف تجاوز السكيورتي؟!!..
يمكن يكون الحرامي واحد من سكان العمارة..
شاف إخي جابر طلع..
فجاء عندي..)ضي نظرت عبر العين السحرية..
رأت شابا طويلا أبيض البشرة.. له عارضان ليسا داكني السواد.. بل درجة من اللون البني الداكن مثل لون شعره...
يرتدي جاكيتا طويلا على كتفيه وأحد يديه تختفي تحت الجاكيت تماما...
كان شكله غير غريب أبدا.. سبق لها أن رأته ولعدة مرات.. ولكن العين السحرية تكبر الوجه لذا لم تتذكر أين رأته..
(أكيد كان يراقبني ذا الألماني..
عشان كذا أكيد أنا شفته قبل)نظرت ضي مرة أخرى عبر العين السحرية..
(يمه ... وش ذا الشيء اللي هو مخبيه تحت جاكيته؟؟
مسدس؟؟!!
يمه!! يمه!!
يا حيني حياه!! )حامد في الخارج..
رغما عنه حين سمع حسها اللطيف وهي تظنه رشيد.. ضحك بعفوية...انتظر لدقيقة أخرى..
كان يظن أنها ذهبت تنادي جابر.. ولكن لم يفتح أحد الباب..
لذا طرق الباب مرة ثالثة..
وقال لنفسه: (إذا ما فتحوا لي، بأعود لشقتنا)كانت ضي في الداخل تكاد تموت خوفا... واتصلت بجابر وكان هاتفه مغلقا..
ولا تعرف رقم أحد من آل سطام حتى تتصل به وإلا كانت اتصلت بهم واستنجدت..كانت تظن أن يد حامد المجبسة المختبئة تحت جاكيته أنها مسدس..
همست من خلف الباب بالإنجليزية بصوت قوي لم تنجح في إخفاء نبرة الخوف منه:
غادر.. أنا مسلحة...
وأحذرك ، إذا لم تغادر.. سأضطر لاستخدام السلاح ضدك دون تردد...
وستكون الإصابة مباشرة بين عينيك..

أنت تقرأ
فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطر
Romanceفضاءات اليأس والأمل للكاتبة : أنفاس قطر قراءة ممتعة للجميع مستمرة موعد التنزيل كل احد وثلاثاء وخميس وسبت