25

1.1K 19 1
                                    

فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الخامس والعشرون

" دكتور رفعت ممكن ندخل؟"

رفع الدكتور عينيه عن أوراقه وهو ينظر للفتيات الثلاث اللاتي يطرقن على الباب المفتوح على مصراعيه.. ويجيب من عرف صوتها بنبرة رسمية راقية:
أكيد ممكن..خشي يا جليلة....

بعد السلام المختصر هتفت الجليلة باحترام وثقة:
دكتور رفعت أنا قاصدتك اليوم أبيك تساعدني في موضوع إذا تقدر..

د. رفعت بذات النبرة الرسمية: إن شاء الله أقدر أساعد باللي أقدر عليه.. إنتي تستاهلي..

الجليلة أكملت بذات نبرتها الواثقة الموقرة لأستاذها:
مثل ماحضرتك عارف يا دكتور.. باقي على الامتحانات النهائية شهر تقريبا..
ودكتور حسني لحد الآن مادرسنا.. أول محاضرة له اليوم كانت مجرد توزيع الدرجات ومراجعة ومناقشات عامة..
وأنا ماقدرت أكلمه بشكل مباشر لأنه لسه مايعرفني..
وأخشى يكون أخذ موقف ضدي.. بناء على سالفة البونص مع دكتور فرات اللي حضرتك عارفها..
وأخشى إنه الوقت المتبقي من الفصل ما يسمح لي أغير وجهة النظر هذي..
وتكون نتيجة كل هذي المعطيات.. إني ما أقدر أحصل على تقدير A اللي أنا أطمح له.. واللي أعلم وحضرتكم تعلمون إني إن شاء الله استحقه.
ابتسم دكتور رفعت لسبب هي لا تعرفه : طيب إيه اللي ممكن أنا أعمله.. أنا حاضر..

تنهدت الجليلة في داخلها وهي تسب فرات الذي وضعها في هكذا موقف.. وأكملت بذات الحزم والثقة:
دكتور أنت عارف مستواي زين..أبي منك بس تتكرم تكلم لي دكتور حسني.. تشرح له الموقف كله..
وإنه الموقف اللي صار مع دكتور فرات.. اعترفت بغلطي فيه..وخلاص خذت عقابي عليه..
وإنه أنا مستعدة أسوي أي عمل إضافي مهما كان صعب وأقدر أحصل فيه بونص خمس درجات بس..

دكتور رفعت بذات الابتسامة الغريبة: طب وتعملي عمل إضافي ليه.. وأنا عارف إنك جبتي الدرجة النهائية في اختبار مقرر دكتور حسني؟؟
دكتور فرات حكا لي.. وشفت درجتك بنفسي..

لم تكن الجليلة تريد أن تناقش قضية أن فرات منحها الدرجة الكاملة بصورة واضحة بناء على أدائها في الاختبار..
ثم انتزع من الدرجة الكاملة خمس درجات بصورة واضحة أيضا.. عقابا لها على خطأ عوقبت عليه مرتين قبل ذلك..
الأولى بالطرد.. والثانية بحرمانها من بونص تم منحه لكل المجموعة..
والثالثة بالبخس في درجاتها التي حصلت عليها بمجهودها..
الآن هناك فرق عشر درجات كاملة بينها وبين أي طالبة في مستواها..
كل هذه المعطيات كانت تثير قهرا كبيرا في روحها..

ومع ذلك هتفت الجليلة بحزم راقي مهذب: ماعليه دكتور أنا حابة يكون في رصيدي بونص.. يمكن أحتاجه عقب..
أرجوك كلمه ..إذا الأمر مافيه إحراج لك أو مضايقة..

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن