فضاءات اليأس والأمل / التكملة الأخيرة للجزء السادس والثلاثون (3)
مها أغلقت الهاتف وكانت تستعد للوقوف والمغادرة... لولا الجسد الذي برز أمامها من العدم..
والجازي تهتف بحزم غريب وهي تنظر إلى عيني مها:
قولي لي خالد وش هو مهبب؟؟
شكله ماكفاه الخمس سنين اللي حبسني فيهم..زفرت مها بضيق: الجازي فديتش..
خليني أروح الحين ونتفاهم عقب..الجازي بغضب: مها ترا كلها خمس دقايق قولي لي منيرة وش قالت.. وليه كانت تبكي؟؟ ووش دخل خالد؟؟
وعقب توكلي على الله في حفظ الرحمن..مها زفرت بضيق كبير:
الجازي تكفين.. ترا فيني اللي مكفيني..مهوب عشان الموضوع..
لكن لأني اللي عرضتش لذا الموقف كله..
مالي وجه منش..الجازي بحزم غاضب: الموضوع يخصني ومع كذا تصرفتي من نفسش وما أعرف وش هببتي..
لكن الحين حقي أعرف كل شيء.. هذي حياتي أنا..حينها سالت دموع صامتة من عيني مها... اتسعت عينا الجازي صدمة: تبكين؟!!
والله إنه شيء كايد..حينها انفجرت مها في بكاء خافت مكتوم وهي تحتضن الجازي وتهمس في إذنها بين شهقاتها الخافتة:
ما حد منهم يستاهل مواطيش..الجازي أبعدتها برفق وجزع: مها خوفتيني .. وش صاير؟؟
أنتي تبكين ومنيرة تبكي..مها تتماسك وتمسح دموعها: لأنه الموقف كله زبالة... زبــــالــة.. لي ولمنيرة..
لأني أختش وهي أخته..وتعدنا خواتها..
صار الموقف كله زبالة..الجازي بقلق وعدم فهم: فهميني وش اللي صار؟؟
مها اختنقت وغصت بالكلمات: عليّان الزفت هوّن من الخطبة يوم شاف صورتش!! (هوّن= تراجع)
اتسعت عينا الجازي صدمة كاسحة وهي تتراجع للخلف..
قد تكون من الأساس ترفض الموضوع جملة وتفصيلا..
بل كانت تريد أن تتكلم مع مها وتأكد عليها أن تخبر منيرة أن تلغي الفكرة كاملة.. فلا الوقت مناسب.. ولا هي تفكر مطلقا في الزواج..
لكن أن يرى هـو صورتها ويكون هـــــو من يرفضها!!!
كان الأمر مهينا.. مهينا جدا.. ومؤذيا وجارحا لها ولأنوثتها.. ولإنسانيتها..
ولتحولها لبضاعة يُنظر لها عبر صورة ويتم تقييمها بالرفض والقبول..شدت الجازي نفسا عميقا وهمست بسخرية مريرة: طيب وش دخل خالد إنه إخ منيرة يشوف صورتي وماتعجبه البضاعة!!
مها اختنقت بطريقة اشد: تقول منور إنه عليان يقول لها.. إنه من شهرة إصرار خالد عليش وإنه كان يهذري بش في كل مكان..
توقع إنش تكونين مستوى من الجمال مستحيل حد يوصل له.. عشان كذا قرر يخطبش قبل حد يسبقه عليش..
لكن لما شاف الصورة كانت أقل من توقعاته العالية...فانصدم..
منيرة تبكي.. تقول والله لو أدري إن هذي فكرته من الخطبة ما أخليه يشوف صورة الجازي...
وإنه كلامه جرحها جدا قبل يجرحنا...

أنت تقرأ
فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطر
Romanceفضاءات اليأس والأمل للكاتبة : أنفاس قطر قراءة ممتعة للجميع مستمرة موعد التنزيل كل احد وثلاثاء وخميس وسبت