هبطت من سيارتها بعد يومٍ طويل بين محاضرات وندوات اضطرت لحضورها جميعاً وبالطبع لم يخلو اليومَ من الأصدقاء وحكاياتهم التي لا تنتهي ، كلُ ما تتمناه الآن أن تنام في سريرها بسكون دون أي أفكار أو حسابات ولكنها للأسف لن تستطيع فعل ذلك كما تحلم وتتمنى.
فقد وقعت فريسة للعُبة التي أرادت أن تلعب من زوجها الإجباري هذا فلن تترك له فرصة ليحاول فيها قلب الدفة عليها بل ستُطرق على الحديد وهو ساخن وليكن ما يكن...دخلت على عجلة وهي تلقي بكل مقتنياتها وذهبت للمطبخ على الفور لتطمئن على الطعام الذي طلبت من سارة تحضيره وكذلك لتعرف منها إن كان هو في البيت أو لا لتستعد لهذه المعارك القادمة...
سارة : هو فضل متعصب شوية يا هانم وبعدين خرج بعدها بنص ساعة تقريباً ... وأه على فكرة مكنش لاقي موبايله ولا مفتاح عربيته !
ابتسمت فريدة وقالت : تمام تمام !.... جهزي السفرة والمكان الضيوف على وصول ...
سارة بتردد : مش هنستنى شريف بيه ؟
فريدة وهي تنظر في ساعة يدها : المفروض يكون على وصول ....
سارة : عمتاً يا هانم الحاجات كلها جاهزة فاضل بس الحاجات البسيطة اللي هتتقدم كمقبلات !
أومأت فريدة بتفهم وقالت : طيب أنا هروح أعمل شوية اتصالات كده .
توجهت للأعلى وهي تغلي من الغضب فلا تعرف كيف ستصالحه ؛ لا يجيب عليها ولا على رسائلها تعرف أنها جرحت إحساسه بكلماتها اللاذعة وتلك التشبيهات التي قالتها عنه وعن شريف قد أغضبته كثيراً وهي على يقين أنه يتجنب الحديث معها الآن بسبب زلة لسانه التي أخرجت الحقيقة التي أنكرتها أمام شريف رغم أنها تعرفها وتتيقن منها لتشعر بألم رهيب وهي ترى الآن مستقبلاً أمامها قد تغير فيه كل شيئ فيوسف قبل هذه المكالمة مختلف عن يوسف بعدها فلن يكن على طبيعته بعد الآن وكل شيئ أمامها ضبابي..... سجنٌ بلا أمل.
فتحت أحد التطبيقات وقامت بالحديث بكل تلقائية : يا يوسف أرجوك رد عليا ! بلاش الزعل بينا يبقى كده ؛ مهما حصل بينا يا يوسف إحنا مش هنبعد أبداً .... مش هيبقى إياد وأنتَ يا يوسف ... بجد آسفة ! سامحني... مكنش قصدي ! عايزة أشوفك وهحكيلك كل حاجة هتفهم ليه حصل كده !... بجد وحشتني وعايزة نتقابل زي زمان ... رد بقى أرجوك ....!
أغلقت الرسالة وجلست تبكي في حرقة وهي تشعر بأن كل ما ظنت أنها تمتلكه يتلاشى أمامها بسبب هذا الزواج اللعين ؛ كلُ شئ في هذه الحياة يهون أمام خسارتها لإياد لكن لن تتحمل أن يكون يوسف ثانِ خسارة لها بعده. هذه العلاقة أقوى من الحُب تستطيع أن تتحمل أي شئ في هذه الحياة بصدر رحب فقط لأنها تعرف أن يوسف موجود خلف ظهرها يحميها من كل شر حتى لو كان الجحيم......
قطع انشغالها مع ذاتها اتصال فرفعت رأسها بتحمس ظناً أنه يوسف أخيراً استجاب لها بعد كل ما جرى ؛ لكن ذهبت حماستها عندما وجدت المتصل والدها الذي لم يسأل عنها منذ حادثة الانتحار ...
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.