ضحكة شاردة (٣٢)

30 4 5
                                    

ساد صمت رهيب ما أن فُتح الباب بهذا الشكل وتوقع كلاً منهما قدوم شريف بجنون وهمجية ليهجم عليهما ويتهمها بأي تُهمٍ تليق برجل مجروح من رفض زوجته وجدها مع شخصٍ يكرهه ويعرف أنه يعشقها ولكن صُدما ما أن وجدا أن المُقتحم هي سارة برعب ونظرات اعتذار قالت : آسفة بجد ... بس شريف بيه على الباب ولو شاف حضرتك هنا ممكن تحصل كارثة على الأقل خليك في أوضة الضيوف أفضل !

يوسف وهو يبعد يداه عن فريدة محاولاً نفض غضبه: روحي أنتِ يا سارة شكراً ....

ما أن خرجت حتى وجد فريدة تبتعد وتهندم شكلها أمام المرآة سريعاً ثم تقدمت نحو الباب لتتعجب ثباته في مكانه بلا حركة وقالت : يلا عشان نطلع !!!!!

يوسف برفض: مش فارق معايا رد فعله ! ومش خايف منه ....

فريدة بغضب : أنتَ مصمم تزود المشاكل !... خليك عاقل وهنكمل كلامنا بعدين ...

يوسف : ملوش لزوم ....

ما أن وجدته يرحل تبعته وهي تقول : بلاش شغل عيال يا يوسف لسة كلامنا مخلصش!...

لم يجيبها وأكمل سيره حتى وصل للصالة ولم يجلس بل جذب نظارته وأغراضه وقرر الرحيل لتقول برفض وهي تقف أمامه : خليك....

يوسف ببرود : مليش مكان !...

فريدة : يوسف بلاش كده ...

يوسف: كده اللي هو أيه؟

فريدة : طريقتك دي !. وبرودك ده و....

صمتت ما أن وصل شريف ودخل مُقبلاً بسرعة ولكن هدأت خطواته تدريجياً وقال بهدوء أثار تعجبها : أهلاً يوسف .... واقف ليه ما تقعد ؟!

نظر له يوسف بسخرية وقال : لا معلش مستعجل عندي شغل !....

قالها وتحرك سريعاً دون أن ينظر لها وأغلق الباب كمن يتحرر من سجنه وأطلق العنان لأنفاسه المكتومة وركب سيارته يقودها بغضب وكم تمنى أن يصطدم بسيارة أخرى تأخذ عمره التافه ويرتاح من ألم الحياة بدونها ... فلا هي بعيدة فينساها ولا هي أمامه بكل عشقه لها فيحيا معها أي مصير ينتظره بعد كل هذا العذاب ...!

أما على الجانب الآخر كان شريف بلا مبالاة صادمة لفريدة يخلع ملابسه في غرفة نومهما وكادت هي تتابعه بصدمة ليتوقف قبل أن يخلع بنطاله ويقول بلهجة ساخرة مستنكرة : أيه ناوية تكملي للآخر ؟! ما تتفضلي شوية أكون خلصت لبس وابقى ارجعي اسرحي براحتك .....!

نظرت له ببلاهة شديدة وعقبت سريعاً وهي تخرج بحرج : معلش آسفة ما أخدتش بالي .....

ما أن خرجت حتى ابتسم بسخرية وقلب عيناه بملل وأكمل تغير ملابسه وهو يدندن براحة غريبة عليها لتسمعه من الخارج وهي تقف أمام الباب في دهشة كبيرة وانتظرت وهي تراقب الساعة أمامها حتى مرت دقائق وقال بصوتٍ عال نسبياً : أقدر ادخل ...

الفريدة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن