في ساعات الصراع الذي ملأت ساحات الحكاية كان الصراع الأقوى والأوضح هو صراع شريف وفريدة هذا الصراع الأزلي بين الحب والتملك والوفاء ، يظن الحبيب العاشق دائماً أن الحب وحده يكفي. يكفي لكي تحتفظ بحبيبك وتبقيه تحت سقف حياتك دون كلل أو ملل ، يكفي لكي تبقى على ذكراه إن رحل وغادر وأن الزكريات ستكفيك وتكون زادك في الطريق ، يكفي لكي تكون أناني وتحتفظ به كشئ تملكه ولا يجب أن يملكه سواك ولا يملك هو على نفسه السلطان الذي تملكه عليه .... لكن تُعلمنا الحياة دائماً أنها عبارة عن طبقات من كلِ شئ السعادة والحزن والأمل والغضب والألم والحنين والرغبة وحتى الصراع ........
في صراعات الحياة المتنوعة المصنوعة بدقة تُناسب قدرات وإمكانات من يواجهها كان صراع أحمد العلمي أقوى وأخفى الصراعات ، صراع الماضي اللعين والحاضر المدمر والمستقبل المجهول وكلُ وليد لحظات من الطيش والضياع قديمة بقدم التراب الذي عفا عليها ودارى سوءات الأخطاء لفترة ....... مؤقتة....جلس يفكر كيف يواجه مليكة اللعينة التي جاءت إليه يوم زواج فريدة بدون حرج أو خجل تطالبه بأكثر شئ لم يخطر على باله .....
<< منذ أسابيع >> ليلة عُرس شريف وفريدة.
ما ان سُمع اسمها هبَّ الاثنان أحمد ونهى في صدمة ولم يكن أحدهما يتوقع أن ينتهي هذا اليوم المشئوم بحدث أكثر سوءً من زواج فريدة ؛ وكان عليهما الآن استقبالها والتعامل معها على أنها والدة إياد المرحوم وقد تكن مصدومة ولكن الوضع لم يكن يحتمل أية مُشاحنات سخيفة تخصُ أمره أو أمرها على حدٍ سواء تلك المرأة اللعينة التي خربت العائلة منذ دخولها هذا البيت ولم يتمكن أحد من مجابهتها سوى أحمد بعد وفاة شقيقه الأصغر وتمكنه من الوصاية على إياد ليبعدها عنهم جميهاً ويرتاحوا منها طوال تلك السنين الماضية ولكن يبدو أن خبر موت إياد قد وصلها وبرحيله ستبدأ سلسلة جديدة من الصراعات....
" لابسة أيه يا إنعام ؟ " سألت نهى لينظر لها أحمد باستفسار ودهشة فلم تجيب على استفساره ونظرت لإنعام لترتعش الأخرى وقالت بتوتر : آسفة يا هانم أنا بالعافية حفظت اسمها ! بصراحة مش فاكرة هي لابسة ايه ....
أومأت لها نهى وقالت : خلاص روحي قدمي الضيافة وقوليلها إننا نازلين حالاً ...
ما أن تحركت حتى سأل أحمد بغضب : عايزة أيه دي كمان !؟ هو إحنا ناقصين مصايب !.....
لم تجيب ولم تُعلق وذهبت لتخلع ثياب العرس المبهرجة وجذبت أحد ملابسها السوداء الراقية وبدأت في ارتداءها بينما يتابعها احمد في دهشة وقال : مش هتقولي أي حاجة يعني !!!!
نهي: أقول أيه في أيه ؟
أحمد بنفاذ صبر : نهى !.....
التفتت له بعد أن انتهت من ارتداء ثوبها وقالت بهدوء : نعم.
أحمد : مفيش زعل أنا زي زيك معرفش أيه اللي فكرها بينا بعد السنين دي !...
نهى بهدوء وتفهم وهي تتجه للمرآة لإزالة مستحضرات التجميل: مش مهم الوقتي الكلام ده ! المهم تفتكر هي عايزة أيه ؟ وليه التوقيت ده بالذات !!؟
![](https://img.wattpad.com/cover/166509333-288-k457218.jpg)
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.