المصير (١٣)

366 26 0
                                    

هبط من سيارته بعد أن وصل لهذا المكان الذي لم يكن يتوقع يوماً أن يكون فيه .. إنه أشبه بالمخازن . لكن لا مشكلة فهذا يقربه من اقتراحه أن صاحب تلك الرسالة واحد لا غيره ... وهو يوسف ....

سار بقدمه بكل ثقة وتوقف واضعاً يده في جيبه مبتسماً بثقة عندما وجده يجلس على سيارته من الجهة الأمامية مربعاً قدمه مشعلاً سجارة ويشربها بكل هدوء وثقة وأمان في هذا المكان المظلم البارد ......

" شرفت أخيراً " قالها يوسف بثقة وبعدها هبط من على سيارته واقفاً أمامه مقابلاً له لكن بنفس البعد والمسافة ..

ابتسم شريف بسماجة وقال وهو يملس على ذقنه بيده : أيه جو الرسايل والأماكن المهجورة دا يا چو !! هو أحنا عصابة !....

قالها بسخرية ليبتسم يوسف بسخرية ولم يعقب على كلامه وقال ناظراً له في عينه مباشرةً : أنتَ رجعت مصر ليه يا شريف ؟...

رفع حاجبه باندهاش وقال باستنكار : دي بلدي !! وبعدين أنتَ مالك !..

يوسف بملل : أنا وأنتَ فاهمين أنا قصدي أيه فبلاش الجو دا انا مش عبيط !...

لم يعقب شريف أيضاً ولم يقل جملة زيادة ليقترب منه يوسف بعد أن ألقى السيجارة التي في يده باهمال ثم وأضاف : مالك ومال فريدة ؟!!! عايز منها أيه !؟.....

نظر له شريف مدعياً التعجب والاندهاش وقال ببرود تام : وأنا هعوز من فريدة أيه ؟...

يوسف بحدة : طلبت أيدها وأنتَ عارف إنها بتحب إياد !!

ابتسم شريف مدعياً التفاجئ وقال بثقة : اااه..! ما تقول إن قصدك الموضوع دا !!! يعني .................. عادي ... بنت ناس متربية وجميلة و متعلمة ونفس المستوى الاجتماعي ! أيه المانع .........! و ...... اه ......... كانت بتحب إياد ... الله يرحمه ...

قالها مؤكداً على كل حرف من الجملة الأخيرة ببطء مستفز ثم تابع : فأكيد مش هتعيش على سيرته للأبد ...!!!! دا حتى حرام !..

نظر له يوسف بغل وقال : وأنتَ بقى اللي هي ممكن تكون معاه ؟!..

شريف : والله دي حاجة ترجع ليها !!! ما أنا طلبت أيدها من باباها لو مش موافقة هتقول أكيد .....................

لم يكن يوسف يسأل تلك الأسئلة لجهله أو لعدم معرفته بكل ما قاله شريف لكنه في الحقيقة كان يسعى لشيئ آخر .....

نظر له يوسف بجمود وقال : ماشي .... أشوفك بقى في الفرح يا حلو !!!

نظر له شريف بعدم فهم وتابع حركته العائدة للسيارة فقاطعه بتساؤل : هو أنتَ جايبني هنا عشان نتكلم على فريدة وجوازي منها بس !!؟ ........

الفريدة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن