كانت حالتها الحالية اسوأ بكثير مما كانت عليه مع وفاة إياد وربما لأنه لم يراها بعد وفاة إياد مباشرة ظن ذلك ؛ فها هما يومان على اختفاء يوسف الإمام الغير مبرر وهي تبدو أمامه جثة هامدة بلا روح ذبلت من كثرة البكاء وتبددت معاني الحياة بها لتبقى بلا أمل نَفَس تأخذه بين الحين والآخر يذكره أنها حية لكنها حقاً ماتت ...
لن ينسى طيلة حياته تلك النظرة من عينيها وهي تخبره بقسوة ورعب لم يراهم من قبل في أي شجار لهما وتسأله عن يوسف واتهامها الصريح له بأنه الفاعل وأنه وراء اختفاءه ... حقاً لا يعرف لما لم يفكر بها من قبل ولكنه لم يفعلها وليس الآن تحديداً فقد مر الصعب عليهما في بداية العلاقة أكثر بكثير ، لكنه تألم وقتها عندما رأى في عينها هذا الرعب وهذا القلق وهذه الحيرة كلُ تلك المشاعر منها لرجلٍ غيره تحرك كيانه وتُفني وجوده أمام ذاته ... يقتله حالها الآن في حدادٍ غير معلوم الأجل على رحيل يوسف .... هذا البعيد الذي لولا خوفه عليها لتمنى من كل قلبه ألا يعود بتاتاً وأن يرحل بلا رجعة... لكنه مجبراً للحفاظ على حياة معشوقته أمر رجاله أن يفتشوا عنه في أي مكان سُمع فيه اسم يوسف من قبل ... بل حتى أنه تقابل مع رجال الأمن ليعرف منهم كل جديد لعل خبراً يصل إليها يعيدها من الموت ...
" يا فريدة أرجوكِ ردي عليا !!! " قالها بلا يأس للمرة التي لا يعرف عددها وهو يحاول أن يختلق أي أمر للحديث معها بينما هي جامدة ساكنة لا تحركها نسمة ريح ....
سمع اقتراب خطوات من الخارج ليجد الباب يُطرق وسمع صوت سارة تقول : والد الهانم منتظر حضرتك فوق يا فندم ..
شريف بملل : خليه يجي هنا مش هسيبها لوحدها !
لم تعقب وتحركت فور نطقه بالأمر متفهمة فقد رأى من فريدة محاولة قتل نفسها من قبل وله الحق أن يخشى عليها من الهوى بعدما صار لتذهب وتخبر أحمد الذي تفهم بدوره الأمر وهبط متبعاً إياها لغرفة ابنته لأول مرة ....
أحمد بنبرة حزينة : لسة مش بترد ؟!
أومأ له دون أن يعقب أو يلتفت حتى بينما ظل جالساً أمامها يتابعها سكونها بلا حركة؛ بينما قطع صمتهما صوت هاتف أحمد ليجد المتصل ماهر الإمام ليجيب بسرعة لعل هناك خبر ...
أحمد بقلق : خير يا ماهر ؟...
تحركت عينيها ناحية والدها لأول مرة ما أن سمعت اسم ماهر بينما تابعها شريف بقلق وفرحة في ذات الوقت أنها واعية تسمع ما يدور وظل يسمع لحديث أحمد دون أن يحرك ناظريه من عليها...
أحمد بغضب : أنتَ متأكد ؟!!!! .... بنت الكلب ! مكنتش متخيل إنها تقدر تعمل حاجة ....! .... لا طبعاً مش هسكت ! طيب طيب هشوفك حالاً .... سلام ....!
" يوسف فين "
صُدم الاثنان ما أن سمعا صوتها ليقول أحمد بنبرة جادة فرحة لحديث ابنته أخيراً : مليكة .....
أنت تقرأ
الفريدة
Romansaماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.