لم تجد كلمات تصف بها إحساس الرعب من نظراته الغاضبة وخوفها من الحديث حتى لا يفقد أعصابه وهو يقود بهذه السرعة الجنونية لا يتكلم ولم يقل شيئاً منذ أن وجدته ينظر لها تلك النظرة المشتعلة بالغضب حقاً لم تجد سوى الصمت والسير نحوه حتى تتبعه للسيارة وهو حقاً يبدو مرعب في هذه الحالة...
ما أن وقفت السيارة وجدته يهبط بسرعة وهرجلة والقى بمفتاحها لأحد حراس المنزل لكي يركنها بينما وضعت يدها على صدرها في خوف من تلك السرعة التي كان يقود بها وهي تأخذ أنفاسها بقلق بينما ظل الحارس يقف منتظراً نزولها لكي يتمم عمله.
أخيراً هبطت وهي ترتعش حقاً من الخوف وسارت بخطى غير مستكينة محاولة بث الأمان في ثنايا قلبها ودقت جرز الباب لكي تفتح مديرة منزلهم سارة وقد بدت عليها علامات الهلع وليس الرعب.
نظرت لها باستفسار لتقول بتوتر واضح لفريدة: هو في أوضة النوم..عرفت أنه لا مفر من المواجهة ولابد من أن توضح له كل ما حدث فسارت بخطى حذرة حتى وصلت للغرفة وبمجرد ان دفعت الباب بيد ترتعش صدمت من منظر الغرفة فقد قُلبت رأساً على عقب والزجاج المهشم من تكسير المرآة قد ملأ الأرض.
وجدته يقف في شرفة الحجرة يدخن بشراهة وقد أعطاها ظهره وحقاً كانت مرتعبة من فكرة مناداته لكنها أفضل بالنسبة لها من أن تقف بجواره فجأة على غير استعداد منه.
"شريف" قالت على استحياء وقد شعرت يتحرك جسده في نفور وكأنه يرفض سماع صوتها لكنه التفت لها فوجدت وجهه مشتعل غضباً ولاحظت يده التي تنزف ربما من إثر كسره للمرآة.
نظرت له بتوتر وكادت أن تتحدث لكنه أشار لها بالصمت وقال بنبرة حانقة لم تسمعها من قبل منه: أنا أكره ما عليا في الدنيا أن حد يستغفلني......... ماشي.! هو ده اتفاقك يا فريدة هانم ؟..صرخ بها بغضب جم حتى أنها تراجعت للخلف من الخوف وكادت أن تتحدث لكنها أكمل قائلاً بغضب متضاعف: أمال لو مكناش لسة متكلمين امبارح عنه هو بالذات !. كان حصل ايه ؟. كنت جبتك من حضنه من سريره !!!!!!!
صرخت بغضب قائلة: احترم نفسك يا شريف!. مش أنا اللي تقول لها الكلام ده.!. أنتَ فاهم....
شريف بغضب أكبر: واحدة جوزها بيكلمها عشان تيجي تركب معاه تقوله استنى هقف شوية مع حد يقوم الحمار يستنى.... وفي الآخر يجي يلاقيها واقفة مع البني آدم اللي هو بنفسه قالها مش بحبه وبغير منه ولا ايه ..... ياخدك بالحضن كمااان ....
صرخ بآخر جملة بغضب متضاعف وهو يدفع بالطاولة التي أمامه في الشرفة لتقع ويتهشم زجاجها لمائة قطعة واقترب ليجدها تبتعد بتلقائية خوفاً منه ليتابع: واحد بيحضن مراااتي..... عايزة ايه ؟! تحبي اسقف لكم ولا أخد صورة للذكرى!.. أنتِ ازاي كده ! ايه ....
فريدة : قولتلك قبل كده علاقتي بيوسف غير و.......
شريف: زفت غير ...... غير ايه !.. أخوات يعني !!! راضعين على بعض ولا ايه ..... يوسف ده بيحبك!.. أيه عيلة صغيرة مش عارفة تفرقي بين حب راجل لبنت وبين الصحوبية والأخوة.... أنتِ مصدقة نفسك ؟!. ده أنا والله عشان مش عايز افضحك في الكلية واعملك مصيبة كنت قسمته نصين مكانه وقطعت له دراعه اللي لمسك بيه ده .....
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.