بعد الخطوبة عاد الجميع للمنزل بلا مشاحنات ولا حديث كثير فالأيام السعيدة قليلة ويبدو أن الجميع بدون اتفاق قرروا أن يمر اليوم بسلام فلا شريف حاول الصدام بأحدهم ولا أحدهم حاول الصدام به وكذلك أحمد لم يحاول الاحتكاك بفريدة وقرر أن يتركها على راحتها حتى لا تقع مصيبة في خطوبة ابنة شقيقته الغالية ؛ وكذلك يوسف حاول قدر الإمكان تجنب استفزاز شريف بأي تصرف قد يؤذي فريدة خاصة بعدما عرف منها ما حَدث عن موضوع العِناق الذي قالت عنه خلال حديثهم وكذلك ما حدث قُبيل العزيمة التي وقعت في منزلها ليتأكد أنه أمام شخص مُتملك مجنون لا يحب ولكن يهوى التملك دون منطق وقد حكت له الكثير خلال ذلك اليوم عن ما حدث منذ زواجها المشئوم تلك المشاحنات التي تحدث دائماً بينهم بسبب الغيرة وحب التملك الذي لدى شريف وكذلك حواراتهم الدائمة عن تفضيلها لإياد عليه ، بالطبع لم تخبره فريدة عن غيرته المرضية من يوسف وأنه يرى أن يوسف يعشقها ليس إنكاراً لذلك ولكن حفاظاً على مشاعر يوسف التي قد تُجرح من فكرة أن شريف يعرف رغم معرفته القليلة به أنه يحب فريدة ويغار من هذا الأمر الذي يظن يوسف أن لا أحد يعرفه....
وفي صباح اليوم التالي بمنزل شريف وفريدة كانت هناك أحداث أخرى...
فريدة بعصبية : بقولك أيه كفاية بقى توتر مش ممكن كمية النكد اللي عايشين فيه أيه متعبتش من التحكمات الفارغة دي ؟!!!
شريف بغضب أكبر : كل ده عشان رفضت تسافري مع أصاحبك لوحدك ؟
فريدة بصراخ : هو أنا طالعة رحلة !!! دي زيارات ميدانية الكلية بتطلعها عشان نشوف الأماكن الأثرية اللي بندرسها بس ! أيه مشكلتك أنتَ معلش ؟
شريف برفض : مشكلتي إنك تسافري لوحدك وأنا مش معاكي ! مشكلتي إنك تباتي برا بيتنا !! مشكلتي إني معرفش حد من صُحابك عشان أكون واثق تسافري معاهم !
فريدة : لا بجد كده كتير !!!!! هو أنتَ أبويا ؟ أيه كمية التحكم والفرهدة دي ؟! أيه معندكش ثقة فيا خالص ؟ هو أنا بقولك شهر هما ٣ أيام في إسكندرية عندنا كذا متحف هنروحه وكمان المكتبة ! عشان السفر في الجو ده صد رد مش لطيف !
شريف بإصرار : يبقى نطلع سوا !
قبلت عينها وقالت بملل : لا مهو مش شهر عسل ! دي زيارة ميدانية وفيها دكاترة على فكرة ! عيب أوي اقولهم جوزي طالع معايا عشان مش واثق أسافر لوحدي !......
تنهد شريف وقال بغضب : اعملي اللي على كيفك بس صدقيني لو حسيت بحاجة مش لطيفة عن الموضوع ده مش هتردد لحظة أني ألغيه!
فريدة وهي تقوم للذهاب لغرفتها : عارف..... أنتَ بجد شخص لا تُطاق ؛ لا وعايزني أحبك ! ده أنتَ ممل ...!
أمسكها من يدها قبل أن ترحل وقال بعنف وهو يدفعها ناحية الحائط : حياتنا هي اللي مملة على فكرة ! في حاجات كتير أوي ممكن نعملها تكسر الملل !....
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.