على اسمي (١٤)

432 30 3
                                    

زوجتك ابنتي و موكلتي البكر الرشيد الآنسة فريدة أحمد العلمي على كتاب الله وسنة رسوله وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة وعلى الصداق المسمى بيننا ...

انهى أحمد تلك الجملة الطويلة وهو ممسكاً بيد الجالس أمامه أسفل المنديل وهو يتابع وعلامات الفرح على وجهه وما أن انهى أحمد جملته تنفس الصعداء كأنه ربح جائزة عمره ليقول فوراً دون تردد ..

" وأنا قبلت " ....................................

المأذون بعد رفع المنديل : مبروك يا جماعة بالرفاء والبنين ان شاء الله ..!

نظر أحمد لنهى الواقفة على مضض تكتم آلامها وحزنها بقلبها وتحاول التظاهر بالتلقائية ، لا يسعها سوى الدعاء بأن يمر هذا اليوم على خير ..... لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك !!

التفتت سريعاً وتحركت بخطوات مسرعة لتتوقف عندما سألها أحمد : على فين ؟؟

قالها وهو يجذب يدها لتلتفت له وتقول محاولةً كبت غضبها وخفض صوتها : رايحة أشوف بنتي !!!..

أحمد : عَدى الليلة يا نهى ! أنا مش ناقص ........................

نظرت له وكأن عينها تطلق شراراً وقالت : ماشي ... بس ....

كادت أن تحذره ولكنه قاطعها قائلاً : أبوس أيديك اهدي ! وعدي الليلة على خير واطلعي شوفيها بس بلاش الكلام دا الوقتي !... هنتكلم بعدين ...!..

تحركت سريعاً وهو يتابعها وحاول تهدأة نفسه وأشعل سيجارة يحتسيها بشراهة ...

أقترب منه صالح قائلاً بيأس : خلاص عملت اللي في دماغك ؟!.

نظر له بغضب وقال بصوت منخفض لكنه حاد و يتضح عليه محاولة كبت وكتم الغضب : بقولك أيه !.... سيبني يا صالح أنا مش ناقص !... كفاية عليا اللي أنا فيه !..

صالح محاولاً ألا يكون قاسي معه فهو يعرف أنه مضطر وربما لو كان هو محله لسلك نفس الطريق : أهدا يا أحمد ومتزعلش من نهى ! هي خايفة عليها ...! وزي أي أم هتبقى في الموقف دا مش طايقة نفسها ولا طايقة حد !

أحمد بلوم : وأنا أب واللي بيحصل دا مش عاجبني ولا مفرحني.! بس كلكم كنتُ معايا و شوفتوا عمل أيه أما يوسف اتقدم والمصايب اللي كانت هتحصل لو وافقت !! ........ الولد دا يا صالح على قد ما هو تافه وغتت على قد ما هو صايع وعارف بيعمل أيه !. ومش عامل حساب لحد ..! لا ليا ولا حتى أبوه ....

ابتسم صالح بسخرية وقال له : يعني قصدك أنه عامل كل دا من ورا أبوه !! يعني كامل هيسيب ابنه يسافر ......... ويقعد كل دا في مصر وكمان يتجوز وهو مش عارف !!!............

لم يعقب أحمد وأشعل إحدى سجائره بينما شريف ينظر متابعاً لذلك الحوار الذي كان يدور بينه وبين صالح و هو رغم بعده عنهما يعرف أنهم يتحدثون عنه ..
ابتسم داخلياً على وصوله لمراده أخيراً ، لقد عقد قرانه عليها وانتهى من تلك المهمة التي أراد تحقيقها منذ وصوله مصر والآن هي زوجته أمام الجميع ............
وابتسم أكثر بل وضحك حتى بانت أسنانه عندما نظر حوله ولم يجد أثراً لابن الإمام المتغطرس الذي ظن أنه سينتصر عليه عند طلبه الزواج منها ولكن ها هو الآن في عرسه ولا أثر لهذا الخاسر .........

الفريدة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن