قُبلة (٤٢)

186 4 0
                                        

دخل منزله في عصبية كالثور الهائج بعد أنْ ألقاه رجال ابن الإمام في الشارع كالنفايات؛ وقد أدهشه عدم حبسه له ليشعر أنّ هناك أمور تُحاك من خلف ظهره ولكنه لنْ ينظر... عليه أنْ يضرب ضربته...

كان عليه أنْ يعطل سرعة الأحداث كي يتصرف في الأمور من حوله بهدوء وكان أول ما فعل بعد أنْ استعاد وعيه هو الاتصال بها..

"أنتِ فين؟" قالها بغضب ونبرة لا تحتمل النقاش.

"لسة في مكاني" عقبت بنبرة بان فيها التوتر ليعقب بنفاذ صبر : مش قولتلك تتحركِ بعد اللي حصل ؟!

"ما كان لازم اطمن الأول قبل ما امشي ؛ مش طبيعي أني أمشي كده على طول ه...."

قاطعها بنفاذ صبر وقال : اتحركِ حالاً قبل ما حد يمنعك !

قالها والقى هاتفه بغضب وهو يحاول جاهداً أنْ يسيطر على أعصابه ؛ فيبدو أنّ اللعب أصبح على المكشوف وكلام يوسف إن دل على شئ فهو حتماً أنه يعرف أنّ إياد حي ! ولنْ يبعد هذا الاحتمال بعد تهديد ماهر الإمام الصريح له ، لذا كل مع عليه فعله هو انهاء هذه اللعبة والخروج بسلامة من مصر بصحبة فريدة ويترك الساحة تشتعل بين الجميع..

< المستشفى >

ماهر بتدقيق : يعني حضرتك متأكد من نتيجة التحليل ده ؟

شفيق : طبعاً يا فندم هو ده موضوع في هزار ! تحاليل أحمد بيه كلها اثبتت وجود عقار بيساعد على تعطيل نشاطات المخ ؛ وكمان بيسبب هلوسة ونسيان ودوخة كمان..

صالح بغضب : ده كان بيتاخد بقاله قد ايه حضرتك ؟

شفيق : تقريباً شهر !.. ودي مدة كفاية إن الوضع يسوء كده ؛ لولا نقله المستشفى كان ممكن الموضوع يتطور وأعراض الخرف تتمكن منه ! خصوصاً إن السن عامل مساعد...

نظر ماهر لصالح نظرة قاتلة يعرفها صالح ويعرف أنّ ماهر بعدها لا يرحم أحد وعندما استأذن الطبيب سأل صالح : تفتكر شريف؟؟

ماهر : مين غيره ؟

صالح : ما ممكن تكون مليكة ! هي برضه ليها مصلحة في أذية أحمد!

ماهر بتفكير : ممكن ! بس مين اللي ينفذ ؟

صالح : لازم نتحرك بسرعة عشان نلحق نعرف حاجة ؛ قبل ما كل الأدلة تختفي !

تحرك الاثنان بعد أنْ ودعا نهى وفريدة وتركوهم بصحبة يوسف الذي كان هائم في عالم آخر ومظهره لم يعجب ماهر ؛ لكنه أجل أي نقاش وجدال حتى تمر هذه الكبوة.

نهى : روحي أنتِ يا فريدة ! بابا إن شاء الله هيكون كويس ؛ أنتِ محتاجة ترتاحي وتنامي شوية عشان أعصابك تهدى..

فريدة برفض : ازاي يعني يا ماما ! اسيب بابا في الوضع ده وأروح لشريف ؟!

نهى : مين جاب سيرة شريف ! أنا أقصد تروحي بيتنا ؛ ولا خلاص مش بيتك ده. ؟

الفريدة    『Ⅰ』 ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن