بعد أن خرج من المنزل بعصبيته المفرطة التي تنجح هي إيصاله لها بكل سهولة ركب سيارته منطلقاً بسرعة جنونية وهو يعيد كلماتها في رأسه بغضب وحنق لأنها مازالت عالقة برأسه ، تلك الكلمات عن كرهها له ولقربه ولوجوده وتكرارها المستمر لكلمة طلاق التي أصبحت تذكرها أكثر مما تذكر كلمة صباح الخير حتى. ليشعر بأنه في حلقة مفرغة من الألم والعذاب لا يفهم ماذا يحدث معه ! هل حقاً ترضيه هذه الحياة ؟! حل حقاً يعجبه وضعه بعد أن كان شاباً مرغوب من كل النساء والفتيات ومعظمهن يَحْلُمن بليلة معه ليصبح زوج مرفوض من زوجته وحبيب منبوذ في أرض الحب الظالمة ؟!!
لا تعطيه فرصة رغم أنه يريدها أكثر من أي شخص آخر على وجه الأرض ويشعر بها وبكل ألم تتحدث عنه. فقد عانى مثلها من ألم الفقد رغم كرهه الشديد لذلك الإياد إلا إنه يعرف جيداً شعورها؛ هذا الشعور القاتل الذي يتسرب داخل ثناياك عندما تُدرك أن هناك حقيقة في حياتك تغيرت هناك شخصاً رحل للأبد. أصبح وجوده مجرد ذكرى وذكرك لاسمه أكثر إيلاماً من رحيله ثم يصبح بعده أمرٌ واقع وتصبح البرودة التي تجتاح ثناياك عندما يخطر على بالك للحظات تدرك فيها أنك اعتدت بل وتناسيت وجوده ليُصبح هو والعدم سواء في نظرك رغم أنه من سنوات كان موجود وكان معك لتدرك أن عذابك في محاولة التأقلم يُمكنك تفهمه أكثر من برودتك عندما تعتاد.
تلك الكلمة الغبية التي تصيب الإنسان بألم أكبر وأعظم من ألم الشوق ؛ أن تشعر أنك فقدت جزء منك ... جزء تجمد فيك ولن تعود له حرارة وطاقة الحياة مجدداً....كان يفهم ألمها ومقاومتها المستمرة وحربها الدائمة ؛ فهي تُحارب تلك البرودة وهذا الجفاف تحاول ان تبقى حرارة الألم والولع التي في نظره أفضل من لسعة البرد القاتلة التي تقتل الروح وتجعلها بلا رد فعل ، لكنه يرفض هذه المحاولات رغم تفهمه إياها لكنه يعرف أن جزء من حياته تلك البرودة ... يجب عليها أن تصل لتلك المرحلة ليستطيع أن يحياها ويحيي معها..... إمرأته العنيدة... وفتاته الشرسة ....
أمسك هاتفه بعشوائية وهو يقود بسرعته المجنونة وقرر أن يتصل بها وبعد لحظات أتاه صوتها المُرحب ليقول هو دون انتظار : عايزك في بيتي حالاً !...
قمر بدلال تتقنه : انهي بيت فيهم يا شريف بيه ؟!!..
شريف بملل : اخلصي في يومك اللي مش معدى ده ! كمان ساعة تكوني هناك ومش عايز رغي كتير !
قمر : تمام .....
أغلق الخط وهو يلعن الظروف والضغط ويلعن ضعفه ورغبته التي كان يحاربها منذ زمن ؛ فقد أخرجت منه بكلماتها اللعينة كل ما حاول البُعد عنه منذ أن لاقاها. تقتله بالرفض المستمر والحديث الدائم عن ذكرى ذلك اللعين الذي فرَّ منه ولكن لم يستطع هو الفرار من حقيقة أنها تحبه وحده.... وتراه يتساءل هل يأتي علينا يوماً ونحن معاً؟! هل يأتي يوماً وتحبيني ؟!....
_____________________________________________
" لا طبعاً " قالتها ليلى بتحفز كالمعتاد وهي تقف باعتراض وتتجه ناحية البورد لتكتب أحد ملحوظاتها وتابعت قائلة : هامش الربح مهم ! متقوليش ده مشروع كبير ومش متوقع منه ربح كبير !.
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.