هبط من منزله بنفسٍ شريدة مكسورة بعد أن ودع أبويه وشقيقته وأبناءها وحمل متاعه وسيارة الشركة في انتظاره لكي ينتقل إلى المطار وكل ما في باله كيف ستتلقى ميرة الخبر ؟!
فما طلب منه صراحةً أنْ يختفِ دون إبداء مقدمات أو أسباب ؛ فقط رحيل موجع كاسر دون مبرر حتى يقنع به نفسه ، ولو رفض وكسب شرفه ورجولته لا يضمن رد فعل شريف المملوكي ! فهو رب العمل ومالك أكبر شركات في الشرق الأوسط ويستطيع بعلاقاته تدمير هذا المستقبل _الذي يحلم به_ قبل أنْ يبدء ليجد نفسه كعبدٍ ذليل تحركه الدوافع المادية ويتخلى عن إنسانيته ، فغير رقم هاتفه وأغلق جميع صفحات التواصل الاجتماعي حتى أنه اشترى _ بمساعدة شريف_ سكن جديد لعائلته وغير لهم كل الأرقام والبيانات التي قد تعرفها ميرة حتى تكتمل المسرحية على أكمل وجه.
وها هو الآن ينفذ آخر فصل في المسرحية وتلقى هاتفه إتصالاً قبل أنْ يركب السيارة ليجيب : أفندم سيادتك ؟
شريف بجدية : أول ما توصل مطلوب منك تشرف على فيلا هناك تصميمها جاهز والتنفيذ بدء ؛ لكن عايز إشراف منك وأول ما تخلص تبلغني فوراً عشان مش ها أكون فاضي أتابع ! هي فاضل فيها كام أسبوع ونبدأ تشطيب ! مفهوم؟
أمجد : تحت أمر حضرتك.
شريف : أنتَ زعلان؟
صمت ولم يتوقع منه هذا السؤال ولم يعرف كيف يجيب ليعقب شريف بجدية مغلفة بالحزن : حبيتها بجد؟
دمعت عيناه وهو يتذكر فيها كل شئ ملامحها الصافية ، روحها النقية ، ضحكتها الجذابة ، أنوثتها المختلفة ، كل شئ كان فيها مختلفاً ويَصْعُب عليه تخيل حالها ما أنْ تكتشف اختفاءه المفاجئ كما البنيان المتهالك فجأة ولم يستطع الرد على هذا السؤال أيضاً ليكمل شريف بنبرة متفهمة أول مرة يجدها منه أمجد.
شريف : كده كده العلاقة دي بدأت غلط ؛مكنش ممكن تكمل صح !
تنهد أمجد ولم يعقب وتفهم شريف حزنه وختم كلامه قائلاً : توصل بالسلامة يا أمجد.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
بعد إصرار رهيب من الجميع قبلت أخيراً أنْ تتحرك لتذهب إلى منزلها وشريف كي تغتسل وتتناول وجبة محترمة ثم تعود بعدها للمشفى بجوار والدها وعندما وصلت كان شريف قد أغلق مع أمجد وجلس شارداً في مخططه لإلهاء الجميع حتى يهرب معها ؛ فها هو أحمد في المشفى بعد أنْ نفذت لميس خطته ، وصالح سيصيبه خبر أمجد وميرال بصدمة تبعده عن الساحة ، تبقى أمامه فقط آل الإمام..
فريدة بدهشة : كل ده سرحان في أيه ومش حاسس بحاجة ؟
التفت لها بصدمة وقال : أنتِ هنا من امتى ؟
فريدة : لسة واصلة.
"بابا أخباره أيه؟" سأل من باب الواجب وهو حقاً لا يهتم لتعقب بحزن : لسة تحت الملاحظة ؛ بس حالته استقرت وشوية شوية بيتحسن .
أنت تقرأ
الفريدة 『Ⅰ』 ✅
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
