جلست أمامه تقلب في هاتفها بملل وتبدل نظراتها ما بينه وبين الهاتف وتنتظر منه كلاماً أو تفاعل ؛ ولكنه فجأة وبدون مقدمات صمت على عكس ما كان عليه قبل خروجهم من أرض المشروع الخاص به.
فقد كان متحمس وراغب في الحديث معها وبعينيه حيوية غريبه ولكنه الآن وبلا مبرر صامت وجامد كمن سُلب منه شئٌ عزيز؛ فوجدت نفسها تحدثه بحنق ويأس.
ليلى : في أيه يا يوسف ؟
يوسف : أيه؟!
ليلى : سكت ليه فجأة ؟ طول الطريق سايق وأنتَ ساكت ! والوقتي كمان ساكت الجرسون جه أكتر من مرة وكل مرة تقول مش ها اطلب الوقتي ! أنتَ جايبني أقعد أكل لوحدي ومش بتتكلم كمان ؟!!!
تنهد وأجاب ببرود أغاظها : آسف بس مودي باظ فجأة.
ليلى بمحاولة للفهم : حاجة ليها علاقة بوالدك؟ أو مثلاً بابا فريدة ده اللي تعب من كام يوم؟
يوسف بشرود : لاء.
تنهدت وقالت بتوقع : فريدة؟!
يوسف بحنق : بعتت رسالة غريبة بس وترتني شوية.
ليلى : ما تقول المعلومة كاملة يا يوسف بدل ال suspense ده !
يوسف وكأنه يقاوم أنْ يبوح : مسافرة مع جوزها الإمارات عشان شغله وقالت إنه مصمم ياخدها معاه وإنها مش عارفة تهرب منه بسبب إن الامتحانات خلصت خلاص وكمان موضوع باباها عدى على خير .
ليلى : طب أيه المشكلة؟
يوسف بغضب : أيه المشكلة ازاي يعني ! هو أنا مش حكيتلك كل حاجة عن جوازهم ؟! أكيد غصبها والله أعلم ها يعمل فيها أيه هناك وهم لوحدهم!
تنهدت وقالت بتساؤل حقيقي كان يثيرها شخصياً : هو أنتَ مش شايف إنك محموق عشانها أكتر منها هي نفسها؟!
يوسف بعدم فهم : قصدك أيه؟
قلبت شفتاها بعدم اقتناع وعقبت: قصدي إنك دايماً شاغل بالك بيها وحالتها ومشاكلها ومش واخد بالك إنها لحد الوقتي مش بتقاوم بجد ! كل اللي بتعمله إنها بتعبر عن رفضها وبس مش بتحاول تغير حاجة!!
يوسف : فريدة مظلومة بجد وكل حاجة حصلت فجأة غيرت مسار حياتها للأبد!
تنهدت وأجابت بهدوء وتعقل تتقنهما : يا يوسف فكر معايا كده بالعقل ؛ واحدة بتكره راجل ونفسها تفتح عينيها تلاقيه غار من حياتها ، وعملت خطة معاك وجتلها فرصة التنفيذ ورفضت وأجلت... بذمتك دي شخصية عندها مبدأ ولا حتى رأي؟
احتد في كلامه أكثر وقال برفض : أنتِ بتتكلمي عنها كده ازاي ؟! فاكرة الموضوع سهل أوي يعني ؟ مهو مش كل الكلام سهل تنفيذه!
ليلى بحنق من غضبه : ممكن تسمع وجهة نظري من غير ما تقعد تقاطع وتتعصب ؟
يوسف : اتكلمي عنها كويس؛ فريدة تهمني بجد ومش ها اسمح تقولي عليها كلام وحش لمجرد إنك شايفة إن سهل كل البنات تكون قوية وعندها شخصية زيك.
أنت تقرأ
الفريدة 『Ⅰ』 ✅
عاطفيةماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
