مرّ عليها أيامٌ كثيرة أسوأ من تلك الأيام حيث شُرّدت وتركت وحيدة في مجاهل أوربا بصُحبة والدتها؛ عندما كانت ضحية لشخص نذل تحمل دمائه في عروقها ، ولما تُركت والدتها وأنجِبت هي وحيدة في مكان كهذا نشأت تكره الحياة وتحبها في نفس ذات الوقت.
أمٌ عزباء ولديها طفلة تعيش في مجتمع منفتح ، عنصري ، فاسق ، رأس مالي بحت؛ لم تجد سوى طريق الحب وكانت تُسلم نفسها وجسدها لأي مشتاق وتحيى على أموالٍ تعرف جيداً أنها نجسة. لكنها استسلمت باكراً لصدمتها الأولى في والد ابنتها الوحيدة "مليكة"..
لذا نشأت تلك الفتاة في بيئة ملوثة ؛ لم تعرف معنى العائلة ولا القيم ولا المبادئ ولا حتى الدين.
كانت تعرف أنها منبوذة عند أصحاب هذه الصفات وحامليها باعتبارها نتاج خطأ وخطيئة ، لذا لم تحاول أنْ تجد لنفسها بينهم مكان.
ولكنها ولأول مرة تطهرت عندما التقته في ريعان الشباب وبهائه وكان وسيماً شديدُ الجاذبية ؛ سحرها بكل ما فيه وبرغم انفتاحه إلا أنه كان ملتزم بمجموعة قيم جعلته أكبر في عينها وسببت أنْ يتعاظم هذا الحب وينمو؛ وقد أملت أنها أخيراً ستُنقي ثوبها الدنس وتنظف تاريخها القذر وتعيش مع العائشين.
وعندما سلّمت نفسها له لمْ تكن عذراء ولم يُحاسبها ولم تتغير نظرته لها ليزداد هذا التعلق والتعبد والتقدير ؛ ولكنه كأي حلمٍ جميل... انتهى.
لتعود هي كالخائبة تراجع درسُ والدتها القديم وتُدرك أنّ الجميع سيان ولا أحد قديس في هذا العالم..... ولكنها على عكس والدتها لم تتوقف أبداً عند نقطة النهاية التي وضعها لها....
"تعبتي يا روح أمك"
فتحت عينها بتعب وعادت من هلاوس وذكريات كانت تداعبها على صوت ماهر الإمام الذي وقف أمامها حاملاً أحد الأسواط التي يضربها بها كل يوم منذ أسبوع ولا ينقطع عن هذا ثم يتركها لرجاله يعذبوها كيفما شاؤا ويتمتعوا بجسدها أيضاً كيفما شاؤا...
مليكة بتعب: ابوك لأبو اللي جابك! بتتشطر على ست مربوطة يا .......
سبته وبسقت في وجهه ليتنهد ماهر ويضع كرسيه أمامها ويجلس بكل غطرسة وتابع: بتهددي وأنتِ محبوسة !.
نظرت له بعدم فهم ليتابع : حد من ال.... اللي شغالين معاكي بعت رسالة لأحمد العلمي إنك لو مخرجتيش هيكشف كل أوراق اللعبة قدام فريدة! وكمان صور يوسف ! اتبعت لي ... لحقتِ تبعتيها قبل ما آخد الموبايل ! يعني لو مخرجتيش هتفضحي ابني كمان...
ابتسمت بخبث وشعرت بالنصر الآن بعد أنْ تأكدت أنّ كل ذلك من صنع شريف ولم تكن تتوقع أنْ يعاونها بعد أنْ صمت كل تلك المدة وقالت بنبرة متعبة: أمال كنت فاكرني لقمة سهلة !!
ماهر بقرف : عارف إنك شوكة في زورنا كلنا من يوم ما عرفناكِ !
مليكة : صاحبك الوسخ بيدفع تمن وساخته وأنتُ معاه عشان صحابه! ولو وصلت لأني أقطع من لحمكم الحي هعمل كده!!!
أنت تقرأ
الفريدة 『Ⅰ』 ✅
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
