عندما سمع منها هذا الكلام وتلك الجمل المرتبة المنسقة التي تفيضُ حباً وعشق قد يفهمهما الأعمى دون حاجة لرؤية منظرها وهي جالسة أمامه تبكِ بهذا الشكل لم يتمالك أعصابه ، وقد كان ينتوي أنْ يُحكّم عقله وآلا يتعامل مع الأمر بتهور كعادته خاصة أنهما في منزل ماهر الإمام الذي كان يهدده لتوه.
ولكنْ كعادته معها خانته أعصابه ولمْ يتمكن من تحمل أنهما حتى لمْ يلحظا دخوله ليبادرهما بالجملة السابقة ؛ لتلتفت له فريدة بثبات وهي تمسح دموعها في محاولة لمنع أي شجار وقالت : خلاص تعالى نمشي!
شريف بتهكم : لا ونمشي ليه ؟! ما نكمل السهرة ؛ تقعدي تحت رجلين يوسف بيه وتحبي فيه وتسمعيه كلام الخوف والقلق والحيرة براحتك وهو يقولك عن احساسه ومشاعره طالما متجوزة راجل نطع بقى!
فريدة بنبرة جادة : مش مكان نتخانق فيه يا شريف!!!
شريف بغضب وصوت أعلى : أنتِ حالفة تجننيني صح !؟ ما تشوفي نفسك يا هانم بتتعاملي ازاي مع راجل غريب وازاي مع جوزك !
تنهدت في ملل وقالت بلوم : تحب تسمع الطريحة يعني قدامه ؟!
قلب يوسف عينه بملل وقال : ممكن تطلع برا ! مش ناقص صداعك بجد!
نظر له شريف بسخرية وقال : والله ! ها تقلب قطة الوقتي ؛ ما كنت من شوية عمال تتسهتن وتحس وتحسس !
"شريف !!!!" صرخت بها فريدة وقالت وهي تنظر ليوسف بأسف : أنا آسفة بجد ؛ هروح وبكرة ها اعدي عليك تاني ! خلي بالك من نفسك ولو احتجتني في أي وقت كلمني.... مفهوم ؟!
أومئ لها يوسف بسخرية وقال بنبرة متعبة : خدي الشيئ ده معاكِ وأنتِ خارجة وحاولي تهربي من بابا عشان لو سمع صوته عالي ممكن يحبسه مع الأسد!
ابتسمت فريدة بسخرية وأشارت بعينها ليوسف كأنها تتمنى ليضحك بخفة ونظرت هي لشريف بغضب وقالت بنبرة حازمة : جاي ولا ناوي تبات ؟
لم يعقب وجذبها من ذراعها تحت أنظار يوسف الذي تحمل ما يفعله فقط لأنه يعرف أنّ ما يحدث حوله الآن ليس أمراً سهل ؛ بينما خرجت هي معه وهي تحاول إفلات ذراعها من يديه وتقول بغضب : ما تمسكنيش كده بقى ! ما أنا ماشية معاك!!!
شريف بنبرة تتآكل من الغضب : اسكتِ خالص وعدي يومك على خير وإلا والله ها ارتكب جناية في المكان ده ! ومش ها يفرق معايا حد!
فريدة : عايزة اروح عند ميرة !
شريف بملل : مفيش زفت ؛ ها نروح البيت عشان عايزك في موضوع مهم !!
قلبت عينها بيأس وسحبت ذراعها على غفلة منه وهما أمام سيارته لتقول برفض : كلامك معايا يكون عِدل وبلاش جو الأوامر ده عشان مش لايق على علاقتنا أصلاً !
تنهد بسأم وقال : خلينا نروح ونكمل كلامنا هناك !
قطع حديثهم أو بمعنى أصح شجارهم صوت أنثوي متساءل بفضول
" مش ده منزل ماهر الإمام ؟" لتنظر لها فريدة بدهشة وقالت : مين حضرتك ؟
أنت تقرأ
الفريدة 『Ⅰ』 ✅
Roman d'amourماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
