بعد مرور أسابيع عادت الأمور لطبيعتها ؛ فعاد يوسف لعمله بعد أنْ استعاد صحته الجسدية وقليلاً من هدوءه النفسي بعد أسبوعان من الرجوع من الخطف ليداوم في جامعته ، ويباشر عمله كمدير لمول والدته ، وأيضاً إشرافه على مشروع الإسطبل الذي أوكله به والده ، لتصبح أيامه عبارة عن دوامة بين الأعمال تتخللها بعض الممارسات الإنسانية مثل الاطمئنان على فريدة و أيضاً علاقة الصداقة التي دبت بينه وبين ليلى صبري بعد أن أصبحت لقاءاتهما بسبب العمل أكثر من العادي.
وكان يرى في طبعها الحاد ومزاجها المتقلب شيئاً يجذبه ؛ فبرغم حدتها التي كرهها في البداية إلا أنه ومع مرور الوقت أصبح يحبها وتثير تصرفاتها الحادة ضحكه أحياناً ، كما أنه يفهم احساسها الدائم بالمسئولية والجدية التي تفيض من كل تصرف تفعله إثر توليها مسئولية العمل نيابة عن شقيقتها الصغرى وخالها الذي يدير أعماله الخاصة لتصبح هي في نظر عائلتهم الصغيرة رجل مسئول ومطالب بحماية ممتلكات العائلة الغالية لأنها ورث عن أهلها الراحلين.
وربما تشابهت معه في حساسية تتعلق بأهلها فلا يتحدثان كثيراً عن العائلة والأهل ويفهم كلٌ منهما ألم الآخر ويحترم رغبته في ذلك ؛ ليصبح وقت حديثهما دائماً عن أنفسهما فقط. وقد قصّ لها عن حكايته مع فريدة وإعجابه بها منذ أول لحظة وقد كان هذا أمراً عصيباً على يوسف _أن يشارك أحداً خصوصيته_ لكن شعوره أنّ بينهما الكثير من المشتركات سهل عليه الأمر ولم يكن رد فعلها سئ كما توقع!
بل فوجئ بتعقلها وتفهمها وهي تؤكد له أنها تفهم مشاعره ؛ رغم تحفظها قليلاً من فكرة أنّ هذه المشاعر مازالت موجودة والمرأة الآن متزوجة ؛ إلا أنها فهمت من حديثه أنها تكره زوجها ولا تحب البقاء معه فعادت تصبره وتخبره أنّ هناك خيرٌ خفي خلف كل مصيبة وحزن مهما كانت درجته، ليشعر بالدهشة تجاه هذه الفتاة تزداد وتنمو خاصة أنّ بها من الرقة ما يفيض ويكفِ للجميع ولكنها تخفيها دائماً خلف قناع العملية والجدية في العمل.
وقد رأى منها وجهٌ آخر عندما مرض خالها هذا الرجل الذي يعتبر أهم شخص في حياتها وقد ظنّ أنها ستموت لو حدث له مكروه ؛ لتصبح أمامه بشكل مختلف تماماً عما أعتاد أن يراها به ، فها هي مجرد فتاة بريئة ، جريحة ، تخشى الفقد وتعاني من صدماته في كتمان وقد تشتعل هذه البؤرة بداخلها إذا ما أصيب شخصٌ عزيز أو وقع احتمالٌ ولو بدرجة طفيفة أنْ تخسره.
لتصبح صداقتهم في أوجها وهو يقف بجوارها ويقدم لها الدعم المعنوي والاهتمام ؛ وقد رأت فيه من الشهامة ما أدركت بها أنه رجلٌ وقد قلت ثقتها في الرجال منذ أزمان لما سمعت من حكايات صديقاتها وما شاهدته من حوادث أو أخبار ؛ ولما مرت هذه الأزمة أصبح وجوده في حياتها توطد أساسي كصديق وفي وشخصٌ عزيز من معزة أهل البيت ، حيث يُعرف الأشخاص في الأزمات وقد كان هو بمثابة السند والظهر وقت الشدة كما لم ترى من أي شخص من قبل.
أنت تقرأ
الفريدة 『Ⅰ』 ✅
Любовные романыماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
