مر العزاء على خير وحضره كل من يكرههم ويبغض رؤيتهم؛ أحمد العلمي وصالح الفخراني وحتى ماهر الإمام وصديقه هذا المحامي الذي لا يعرف اسمه... كان يوماً صعبْ فبرغم الألم والحزن على والده إلا أنه أصر أن يحضره فوراً لمصر كي يدفن بها كما أوصى، وأقام له صُوان عزاء مهيب وفخم وأحضر أفضل قارئي القرآن الكريم في مصر لكي تكن ليلة مهيبة ويعرف الكل قدر كامل المملوكي.
وانتهى هذا العزاء على خير ورحل المعزون وبقى أحمد وصالح لسبب لا يعرفه وعندما هَمَّ يرحل أوقفه صوت أحمد الذي كَرِه أن يسمعه بشدة في تلك اللحظات عندما قال : رايح فين يا ابن كامل ؟!
نظر له شريف بغضب وقال : احترم الراجل الميت بقى !!! أظن المفروض تنسى أي كلام فاضي ممكن تهيني بيه على أبويا اللي لسة ميت!
أحمد : ولا إهانة ولا حاجة لا سمح الله ! ده بس استفسار !
شريف بقلة صبر: أنتَ عايز ايه ؟
أحمد : يوسف ..!
رفع شريف حاجباه بصدمة وقال : ماله؟
ابتسم أحمد بسخرية وقال : شوف يا أخي سبحان الله ؛ يخلق من ضهر الفاسد فاسد برضه ! بس فاشل ...! معرفتش تكذب !! أنتَ عارف كويس أوي بسألك على يوسف ليه!
صالح بمحاولة لتهدئة النيران بينهما : أحمد !.... بلاش كلام من ده ! بص يا شريف احنا عايزين ابننا وبس ! وبلاش مشاكل يا ابني أنتَ مش قد ماهر الإمام...!
"أنا مش ابنك !! " صرخ بها شريف بعصبية وأكمل: ومين قالك إني مش قد ماهر دي ؟!!! أنتَ تعرفني ؟! تعرف أقدر أعمل أيه ومقدرش أعمل ايه ؟
أحمد : بص أنا مش هتكلم كتير ! الدليل إن يوسف في بيتك القديم معايا ولو اتبعت لفريدة أنتَ هتخسرها للأبد...
نظر له شريف باحتقار وقال بسخرية : بتهددني ببنتك يا أحمد بيه ! طب ما أنا كمان عندي اللي يخليك تخسرها للأبد ! وساعتها بقى علي وعلى أعدائي !!! ومرحلة الهُدنة اللي هي فيها معاكم دي هتتنسف! ولا هيبقى في بابا ولا ماما ولا جوز عمتي!!!
قال جملته الأخيرة بسخرية وهو ينظر لصالح الذي نفخ في غضب وقال : أنتَ خاطف يوسف ليه ؟..... بتساعد مليكة ليه !؟
أحمد : عشان الوساخة بتتورث عادي ! ما هي دي نفس وساخة المرحوم!..
ما أن ذكر أحمد والده بسوء حتى وجد النار تخرج من عيني شريف وأخرج مسدسه من جيبه ليوجهه على أحمد وقال بنبرة تهديد ووعيد : كلمة كمان عن أبويا هاخد روحك !!!!!!!
صالح : خلاص يا شريف !!! خلاص ..... لو سمحت يا أحمد بلاش سيرة كامل الله يرحمه ده خلاص بين أيادِ الله !..... خلي كلامنا عن اللي بينا بس!
أومئ أحمد لصالح بينما استمر شريف في مسكته للسلاح ليقول صالح بتروي : خلاص يا شريف ! نزل السلاح ... سيرة والدك الله يرحمه مش هتيجي تاني في الكلام!...
أنت تقرأ
الفريدة 『Ⅰ』 ✅
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.
