خِداع (٢٩)

42 2 4
                                    

صعدت من الدور السفلي مكان غرفهما وهي ترتدي ثوبها الساحر ذلك اللون الذي يلائمها بدرجة غريبة الأحمر الذي يشبه دم الغزال يتناسب مع لون شعرها البني وهذه الجزمة العالية التي طرقت بكل صوت تطلقه بقدمها على وتر من أوتار قلبه وهو واقفاً ينتظرها بعد أن ارتدى بدلته في الاستعداد للذهاب لخطوبة ابنة عمتها ميرة على أمجد الذي أرسله لها جاسوساً ويبدو أنه مثل أي قد وقع في حبها وأصبح الخِداع  حقيقة ، أيعقل أن يتحول الخداع واللِعب بالآخرين إلي حقيقة ؟! وكيف يكن هذا حقيقي برغم الكذب الذي يُغلفه ؟!  لكنه الآن أمرٌ واقع .......

"شكلك زي القمر" قالها وهو ينظر لها بإعجاب حقيقي يُغلفه الحب والهيام...

نظرت له بامتنان وقالت : شكراً ، وأنتَ كمان شكلك لطيف.....

ابتسم وقال بتساؤل : لطيف بس ؟

نظرت له بتحذير وقالت : هو أنتَ متوقع حاجة تانية ؟!

شريف : لا بس كنت عايز اعرف ذوقك !

ضحكت بسخرية وقالت : ذوقي !!!! ذوقي في الرجالة يعني ؟

شريف بجدية طفيفة وقد دُهش حقاً أنها فهمت مَقصده ولكنه غير الحديث وقال : قصدي ذُوقك في اللِبس يا فريدة.

فريدة : والله ؟!

شريف : اكيد مش حاجة تانية ! أصلاً دي حاجة مش متاحة ! ما أنا جوزك مفيش ذوق تاني ...

ضحكت بصوت أعلى وقد كانت ضحكة حقيقية وقالت : أنتَ غيور جداً على فكرة......... بس لعلمك إياد هو ذوقي !.

قَضم على أسنانه بغضب شديد وقال بصوتٍ هادئ لكنه غاضب : بقولك أيه لو عايزة اليوم يعدي على خير غيري الموضوع وأقبلي ولو لمرة واحدة إني جوزك بجد مش هزار !

أومأت له وقد قررت أن تغير الموضوع حتى لا يغضب وينتهي الأمر بهما يتشاجران مثل العادة وتذهب لخطبة ابنة عمتها في حالة سيئة وقالت : خلاص يلا نمشي عشان عيب نوصل متأخر احنا نعتبر اهل العروسة .!

———————————————————————-

<< منزل صالح الفخراني >>

أصر صالح أن يُقام هذا الاحتفال في أجواء عائلية خالية من أي بهرجة أو عادات مجتمعية سخيفة ، فيشعر في كل خطوة يَخطوها
أن جميلة حوله تملأ المكان بعبيرها الخلاب كما كانت من قبل. المنزل والضيوف والطعام والموسيقي التي اعتاد هو وجميلة سماعها معاً تُشعره بالألفة فكلُ شيءٍ هنا يخصه ويملك فيه ذكريات يحيا عليها منذ سنوات ولا يريد أكثر من هذا.......

في غرفة ميرال كانت الكثير من الفتيات قد حضرن لمساعدة العروس وعلى رأسهم فريدة...

ميرة بتوتر : حاسه ال makeup مش مظبوط !

فريدة : شوفوا مين بيتكلم ! يعني عيب عليكي دي حتى شُغلتك بصي كده في المراية كويس شوفي القمر اللي قُدامنا...

الفريدة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن