ملك الأقفال (٥)

726 29 6
                                    

" فريدة " التفتت إثر هذا الصوت الذي سمعته ينادي باسمها بعد أن قررت الرحيل لأن اليوم كان درجة حرارته شديدة الارتفاع ولم تعد تحتمل العرق الذي يتصبب منها ..

نظرة نارية خرجت بتلقائية شديدة من عينها ما أن عرفت صاحب هذا الصوت وكيف لها أن تنسى هذا المتعجرف الأحمق ، تقدم منها بابتسامة واثقة وحقاً كانت ابتسامة رائقة ولولا ما فعله معهم من ذي قبل لكانت غازلته في سرها لكن حقاً الآن كم تتمنى أن ترد له الصاع صاعين أو ربما أكثر على ما فعله معها ومع ابن عمها ..

" أنت لسة متضايقة من اللي حصل ؟!! دا عدا يومين  يا ستى والمسامح كريم !! " نظرت له بسخرية لجرأته في الحديث وكأنه سكب عليها العصير دون قصد أو اصطدم بها أثناء الجري على غفلة ؛ كأنه لم يبرح إياد ضرباً ولم يضربها هي الأخرى ..

التفتت دون أن تلقى اهتماماً لكلامه وكادت ان ترحل لكنها توقفت عندما نالها بثقة دون ان يتحرك قائلاً : محدش يمشي ويسيب يوسف الإمام بيتكلم كدا ! اكيد عندك عذر عشان تمشي من غير ما تستأذني !! قالها وقد قصد أن يستفزها مثلما فعلت هي فلقد كادت لتوها أن تقوم بأكثر شئ يكرهه في حياته التجاهل !! التجاهل الذي لا يستطيع تحمله أبداً يكفيه ما عاناه من هذا الشعور البغيض وقد تعلم الدرس حقاً وأصبح يعرف كيف يمحي التجاهل من قاموس تعامل البشر معه باحترافية وكيف يجعلهم كواكب تدور في نظامه الفلكي ..

نظرت له باستنكار وقالت وقد قبلت التحدي السخيف عائدة مكان ما يقف : أنت واخد مقلب جامد جداً في نفسك !!

ضحك بسخرية على تلك الجملة وقبل ان يرد تابعت : أنا مشيت عشان معنديش استعداد اتكلم مع واحد مجنون زيك ... وعشان مليش مزاج اعصب نفسي في الجو الحر دا ! كفاية عليا سخافة الجو !

ابتسم لها بوسامة طاغية وكأنها كانت تملي عليه كلمات معجبة أو تعطيه إطراء لعين ؛ وقد بدأ حقاً يروقه الشجار معها ..

يوسف بثقة : بصي !! أنتِ مش عارفاني ولا أنا ! أيه رأيك في هدنة كدا نعرف بعض ولو لقيتيني حد سخيف ابقى امشي يا ستي !..

نظرت له بدهشة من محاولاته الغير مبررة في التعامل معها وقالت قبل أن تتحرك : لا شكراً مش عايزة أنول شرف معرفتك !!!

كادت أن تغادره مرة أخرى ولكنه هذا المرة صَّعد اللعب قليلاً ليتجرأ ويمسك ذراعها ويجذبها مرة أخرى قبل أن تغادر قائلاً بنبرة بان فيها التهديد ..

" قولتلك محدش يمشي ويسيب يوسف الإمام !! "

هنا حقاً قد طفح الكيل معها لتدفع يده من على ذراعها وبسرعة شديدة اخرجت مضرب التنس خاصتها من حافظته وكادت أن تضربه على رأسه لولا تفاديه الضربة ومعاودته لمسكها ولكن هذا المرة جعل ظهرها مقابلاً لصدره مقيداً ذراعها الاثنين بين يديه لتصبح امامه وسط مقاومتها وسبها له ..

الفريدة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن