الفريدة

خريف (٢٢)

دخل المدرج واقترب من صديقه ثم ضربه على ضهره بيده ليلتفت له مبتسماً وقال بفرحة : يوسف !... واحشني يا ابني !..

يوسف : وأنتَ كمان .....

ابتسم بسخرية وقال : عشان كده التلفون كان مش بيبطل سؤال منك !...

يوسف : أنتَ صاحبتني وأنتَ عارف يا فضل أنا مليش في التواصل أوي يعني !...

ابتسم فضل قائلاً : عارف عارف !.. بس برخم عليك شوية !.. المهم قولي عملت ايه في نتيجة الترم ؟.

يوسف : الحمدلله .... تمام !..

فضل : تمام مش هسألك التفاصيل عشان عارفك شغل امريكاني !...

يوسف بضحك : مش حكاية امريكاني والله بس الخصوصية حلوة !!..

هنا دخل الدكتور ليتحرك الجميع سريعاً ويجلسوا استعداداً لسماع المحاضرة ...

بينما كان يوسف في محاضرته كانت فريدة في سيارة شريف الذي يوصلها للكلية ..

شريف : محاضراتك هتخلص امتى ؟؟.

فريدة وهي تنظر في هاتفها : مش عارفة !. الجدول لسة مش كامل !..

شريف بتفهم : طب أيه ؟...

نظرت له بعدم فهم وقالت : أيه ؟.

شريف : هتقابلي يوسف ؟!!

قلبت عينها بملل وقالت بصوت حانق : لا مهو أنتَ مش عامل عليا حصار ورقابة اكلم ومين ومكلمش مين !!!!!! أنا احترمت رأيك في موضوع أنه يجي بيتنا عشان رجولتك وشكلك قدام نفسك لكن مش هتمنعني أني اكلمه في اطار حياتي عادي !!...

ابتسم وهو يتابعها ثم توسعت ابتسامته ليقول بهدوء محاولاً امتصاص ثورة غضبها تلك : يا بنتي اهدي شوية !.. كل دا وأنا سألت سؤال واحد ... هتقابليه ولا لاء مقولتش حاجة يعني !...

فريدة : بلاش لف ودوران يا شريف ما أنا وأنتَ عارفين اللي فيها أنتَ مش بتسأل لله والوطن يعني !!!.

ضحك قائلاً : لا يا ستي سؤال عادي !.. مجرد رغي دردشة يعني .. تقدري تقولي بملى الصمت اللي احنا فيه ده !!!!

فريدة : شريف ..... ياريت تحترم ذكائي شوية !. وتعرف أني مش بصدق أي كلام في الهوا كده !!... أنا عارفة أنا بتغير من يوسف مش بس مجرد غيرة دا أنا بحس بكرهك ليه في كل كلمة بتقولها عنه !.

ابتسم قائلاً : مش من حقي !... لازم أغير ولازم أكره أي حد يشاركني فيكي !...

تنهدت ولفتت نظرها على الشباك بجوارها ولم تعقب على كلامه فهي تعرف أنه سيقنعها في النهاية برأيه لأنه سليم لكن ليس في هذه العلاقة ..

شريف : سكتي ليه ؟................. مش بحب لما نسكت في نص كلامنا !.. بحس إنك بتهربي مني !!!!

عادت بنظرها له وقالت : ممكن اسألك سؤال جرئ شوية !!...