قطع ما يفعله معها صوتُ هاتفها لتنظر له في دهشة وهي تقاوم آثار الثمالة وقد صعقت من صمتها واستقبالها لفعلته دون مقاومة بينما انزعج هو من قطع إندماجهما الذي لم يتوقعه بصوت هذا الجهاز الكريه ليتوقع أنْ يكون إتصالاً من السمج يوسف الذي كان يخاطبها قبل دخوله..
لكنه دُهش عندما وجدها متحجرة ولم تتحرك تجاه الهاتف ووجد في عينها نظرة لم يفهمها ؛ أهي نظرة رفض ؟ أم صدمة ؟ أم حتى نشوة ؟! لكنه فوجئ بثباتها الغير متوقع... فقد ظن أنها ربما تصرخ عليه أو تحاول ضربه او سبه وليس سكونها وثباتها بين يديه.
صحيح أنها لم تبادله القُبل لكنها استسلمت له ولم تقاوم ولولا صوت الهاتف ربما كان الأمرُ قد تصاعد ليفاجئ بها تخرج سريعاً من الحجرة ودخلت حجرته الملحقة ولم تهتم حتى لأخذ هاتفها معها ؛ ليدهش من تصرفها الغريب الذي لم يتوقعه وتوجه لهاتفها فوجد أنْ المتصل نهي وليس يوسف كما توقع ليجيب هو بدلاً منها فإذا بصوت نهى مستغيث...
نهى : الحقيني يا فريدة ! بابا تعبان أوي ؛ بقاله مدة مش طبيعي ! تعالي البيت يا حبيبتي من فضلك ده تعبان جداً ومصمم يشوفك ....
شريف بتوتر : خير يا طنت أنا شريف فريدة في الحمام ؛ ماله عمي؟!
نهى : من مدة بدأ ينسى حاجات ويهلوس بكلام غريب ، حتى بيلخبط في الأسماء ! مش عارفة ماله !!! والنهاردة وقع من طوله والدكتور قال أنه ها يعمل تحاليل بس لازمه راحة. وهو عايز يشوف فريدة عمال ينادي عليها بشكل هستيري!!
تنهد شريف بحزن وقال متفهماً : خلاص يا طنت أنا ها أجيبها وهاجي على طول .. بعد إذن حضرتك.
أغلق الهاتف وهو يتنهد من مقاطعة هذا الحدث الجلل الذي وقع بينهم بحدث أكثر جللاً وصخباً وقرر نفض أفكاره الخبيثة والتحرك فوراً حتى لا يتأخرا فيقع مكروه يصدمها منه ؛ وبالفعل خرج ووجد باب الغرفة الأخرى مغلق وعندما حاول فتحه بعد أن دق عليه وجده محكم الغلق.
شريف بنبرة ساكنة : فريدة افتحِ لو سمحتي!
لم تعقب ولم تهتم وشعر بأنفاسها الباكية تخرج من الحجرة ليعقب بتساؤل : أنتِ كويسة طيب ؟ طمنيني عليكِ ؟! فريدة !.... لو سمحتِ افتحِ ضروري في حاجة..... أ .... حاجة تخص عمي أحمد! هو تعبان شوية وعايز.........
قطع حديثه صوت فتح الباب ونظرة شك على عيناها المتفختان إثر البكاء وقالت بصوت متأثر أيضاً من البكاء : ماله بابا ؟!
تنحنح وقال بتروي حتى لا تصدم : طنت قالت إنه تعبان وعايز يشوفك.
صعقت من كلماته فبرغم غضبها منه ومن والديها إلا أنها مازالت لا تطيق عليهما شر ؛ ولنْ تستطيع تخيل الحياة بدون وجودهم حتى مع كل هذه المصاعب ، فرحيل إياد المفاجئ شكل صدمة حياتها. ليصبح بعدها أي خطر على الأعزاء بمثابة كارثة لا تستطيع مواجهتها بثبات طويلاً...

أنت تقرأ
الفريدة
Storie d'amoreماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.