" فريدة " ........ قالها يوسف عندما لاحظ أنها زادت في ضمه إليها وما أدهشه حقاً هو صمتها وسكونها الرهيب الذي تبع دقائق البكاء والألم الذي شعر تتغلغل كيانها منذ دقائق ..
أعاد عليها هذا النداء لأكثر من مرة لتستجيب له في الآخر وتحركت سريعاً لتنظر له بنظرة لم يراها منها من قبل . وكم شعر بالخوف منها ومن تلك النظرة ..
يوسف : فريدة !! أنت تمام ؟
نظرت له نظرة مبهمة وقالت بجفاء : أنت دخلت هنا ازاي ؟؟
صُدم من سؤالها وكاد أن يجيب لولا أنها فاجأته بضحكة ساخرة وقالت وهي تشعر بالغباء من هذا السؤال : أنا بسأل مين !!!!!!!!!!!!!!!! معلش نسيت يا ملك الأقفال !.
ابتسم لها وقال : طلعتِ عليا سُمعة من الاسم دا ..
نظرت له وقالت ولوهلة شعر أن فريدة المرحة تحوم حول هذا المكان وفقط تريد من يساعدها ومن يأخذ بيدها لكي تعود أدراجها سالمة : على أساس أن دا افتراء مثلاً !!
ابتسم بلا مبالاة وأومأ لها كأنه يريد الابتعاد عن هذه الحقيقة الآن ثم حرك رأسه حولها في الغرفة بأكملها ليقول باستنكار وهو يلوح على المكان بأكمله : أيه اللي أنتِ قاعدة فيه دا ؟
" يوسف " قالتها بلهجة معنفة وصوت بان فيه الرفض لهذه النقاشات الغير مجدية بالنسبة لها ؛ ليرفع يوسف يده بمعنى حسناً كما تريدِ ثم تابع وهو يجذبها معه إلى الداخل ..
يوسف : أنتِ عارفة أنى لسة راجع حالاً من السفر ؟ سألها وقد أراد جذب انتباهها لأي موضوع آخر سوى تلك الأحزان البائسة لتومأ له بالإيجاب دون أي ملامح مندهشة وتقول بصوت بان عليه التعب : حمد الله ع السلامة !
يوسف بتعب : فريدة أنا مش بقولك عشان تقولي حمدلله ع السلامة !!!
فريدة : يوسف !!! إياد مات ....
قالتها بصوت مكسور وكلمات خرجت بصعوبة وقد أدهشته حقاً بكلماتها تلك التي شعر منها أنها سؤالاً وليست جملة خبرية كأنها لازالت تعيش في حالة الانكار وتبحث عن مؤيدٍ لها في هذه الحالة التي وصلت إليها ..
ولم يعرف كيف يجيب أو هل له ان يجيب حقاً أم ماذا كل ما عرفه في هذه اللحظة أن فريدة لم تخرج من صدمتها بعد ولم تتقبل حتى هذه النهاية ؛ نهاية قصتها مع إياد .. ويالها من نهاية !!!
نظرات مبهمة من كلاً منهم تجاه الآخر ، نظرة استغاثة ونداء خفى بالمساعدة والانقاذ ونظرة خوف ورهبة وعدم ارتياح وقلق شديد ولكن أين الكلمات ؟! لمَ الصمت الآن ؟!
فريدة وهي تنظر في الفراغ : يعني دا بجد !!! مش ......... كابوس ؟!!!!
نظر لها بتعب وقال : فريدة للآسف دي الحقيقة ولا.....
" ولازم اتقبلها !!! " قالت ونظرت له بغضب ثم تابعت : زيك زيهم يا يوسف !! زيك زيهم اه !..... وأنا ......... أنا قولت أنت الوحيد اللي هتحس !! هتفهم !! وهتبقى عارف أنه مش زرار ولا قرار عشان تبقى القصة بالسهولة دي !...
![](https://img.wattpad.com/cover/166509333-144-k457218.jpg)
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.