هل تبقى أحد في تلك الحياة لم تُخدع به ؟! ولمْ تَظنُ به ظناً وبعدها نعرف أنه العكس ؟! فريدة تلك الفتاة البريئة الرومانسية الحالمة قليلة الحيلة ضعيفة الإرادة والتي صدقت الكثير في حياتها دون شك ولم تستدعِ ولو للحظة واحدة سخطاً على البشر وحقيقة أنهم مخادعون مخضرمون مُنذ بدء الخَليقة لِتُكَوِنَ رأياً واحدً أو تأخد قراراً دون جدل وجِدال مع ذاتها ..... لمَ خدعها الجميع لتصبح في نظر كل من سمع حكايتها مُغفلة ؟! أين رحمة البشر ؟ هل فقدوها أم أنها لم تكن من قبلُ ؟!.....
صعدت لغرفتها بقدمٍ تجرُ خيبتها وفشلها للمرة التي لا تعرف عددها وهي ترى بعينها يوسف غير موجود ولا تستطيع فعلُ شئ لا امرأة عمها الحقيرة قبلت المفاوضة ولا أحد يخبرها بما يجرى من حولها ؛ وعندما دخلت الغرفة وجدته جالساً على الأرض ظهره مقابلاً للسرير بشكل غريب لأول مرة تَراهُ هكذا لم يكن يبكِ ولم يكن ينظر لشيء وإنما جالساً في استسلام يُدخن كعادته بِشَرَه ولم ينظر لها عندما دخلت على الفور بل ظل دقيقة شارداً في الأرض وهي تقف أمامه في بَلاهة وجهل ليرفع عينيه فجأة عليها وبجُملة واحدة انهى جميع تساؤلاتها ....
"بابا مات" .....
تلك الصعقة والقشعريرة التي سرت في عروقها غريبة عليها لمَ شعرت بقلبها يُعتصر ونفسها تحزن عليه ؟! أهي شفقة آدمية أم مشاركة وجدانية أم تَفَهُم أم ماذا ؟!!!!!
اقتربت منه على حذر ومازال تواصل عينهما قائم لتجلس أرضاً على ركبتيها مقابلاً له ووضعت يدها بتردد على كتفه في دعم وقالت بصوتٍ يرتعش من مهابة الموت : البقية في حياتك ...... ... حصل امتى ؟ابتسم لها ووضع يده على يدها التي على كتفه وقال بصوتٍ مرتعش لتشعر أنه يقاوم البكاء : النهار ده الصبح ...
ما أن قالها حتي انهار تماماً أمامها وكأنه كان ينتظرها ليفرغ حزنه معها وتشاركه وتهون عليه فقط بالصمت ... فأحياناً كثيرة يكون الصمت في حضرة الألم مشاركة ودعم أكثر من الكلام ومحاولة صياغة جمل داعمة ... فا هي تجلس بلا حديث ولا شئ سوى يدٍ ترتب على كتفه بحنان وهدوء وصوت أنفاسهما مختلط بصوت بكاءه يقطع الصمت الذي كان قد ملئ المكان .......
——————————————————————-
"يعني أيه يعني ؟!! متخفية في بطن الحوت !..." قالها ماهر بصوتٍ قاتل لقائد حرسه والمسئول الأول في البحث عن يوسف ليجيب الرجل بتوتر : مش موجودة يا فندم في أي مكان أحمد بيه ذكره ومش قادين نتعقب خط تليفونها لأنه مقفول دائماً وواضح إنها عاملة احتياطها وبتغيره كل مدة!
ماهر بعصبية : اه فالمروض أعقد بقى استنى الوحي ينزل علينا وأسيب ابني تحت رحمتها !!!؟
هنا تدخل فتحي بحِلم وقال بروية : طيب طيب ... خلاص روح أنتَ يا صبري ولو حصل أي جديد كلمنا !
نظر له ماهر بغضب لكنه لم يعقب على حديثه ليتحرك صبري على الفور وكأنما سَنحت له الفرصة الفرار من غضبه ماهر الإمام التي لا يكره سواها في الحياة ....
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.