جَلست في شرفة غرفتها تحتسي القهوة الصباحية الخاصة بها والتي أصبحت عادة من عاداتها المكتسبة مؤخراً بعد الأحداث الأخيرة في حياتها ؛ لم تكن تهتم لتكوين عادات وأشياء مُتكررة يومياً كطقس يومي من خُطتها اليومية ولكنها لن تنكر أنه شعور جيد .. أن يكون لك عادة تُزين ساعات يومك ويُفسده غيابها ..
في اليوم السابق كانت تشعر بغرابة تجاه ما حدث معها ولقاءها بشريف الذي طال حتى وقت الغروب فبعد لقاءها معه وقت الغداء صمم على الخروج وأخذ جولة سريعة بسيارته تلك الجولة التي استمرت لأكثر من ساعتين وكان فيهم كثير الحديث والتكلم عن ماضيه ، علاقته بوالده ، وعلاقته مع إياد التي دُهشت منها فهو رغم حبه وعشقه لها لم يخبرها بهذا الأمر من قبل وانتهى الأمر بهم أمام منزلها الذي أصر على توصيلها له ..
دق باب غرفتها لتجيب وهي مازالت واقفة في الشرفة : ادخل !
فُتح الباب ولم تنظر هي من كان الطارق لتجد أحداً يقترب داخلاً للشرفة ويقف بجوارها على سور الشرفة بيده فنجالاً من القهوة التي استطاعت معرفتها بسهولة من رائحتها الفواحة ..
يوسف : ممم خروجة حلوة ؟!....
نظرت له بدهشة وقالت : مش تقول صباح الخير ... ازيك ... أي حاجة الأول يعني ؟
يوسف وهو يقلب عينيه بملل : انجزي يا ديدة !! حصل أيه ؟
التفتت لتكون مقابلة له ليلتفت هو الآخر وقالت بعد أن أخذت نفس عميق : عادي يعني .......... كلنا في الأوتيل وبعدين قعدنا شوية نتكلم بعدين عملنا لفتين تلاتة بالعربية وبعدين روحني !!
يوسف بتفهم وهو يحتسي من فنجاله : ومقالش حاجة معينة يعني في الخروجة العادية دي ؟!!!
ضيقت فريدة بين حاجبيها ونظرت له قائلة باستفسار : قصدك أيه ؟
يوسف : يعني ..... تلميح بحب ..... إعجاب !!
قلبت فريدة عينها باستهزاء وقالت : هو أنا بكلم ماما ولا الدادة ؟!!!!! أيه الكلام دا يا چو هو أي حد يكلمني يبقى بيحبني ؟!!
يوسف : أولاً دا مش أي حد !!!!! دا شريف المملوكي اللي باباه كان صاحب عمي و uncle هادي الله يرحمه وشريكهم والموضوع كله باظ بسبب غامض والمفروض ان العلاقة متوترة من مدة يعني ! أيه بقى اللي يخليه فجأة يجي مصر ويصر يقابلك وياخد رقمك وأنتِ بالنسبة له بنت عمره ما شافها غير وهما أطفال ومصمم يعزمها رغم إنها غيرت رقمها قبل كدا عشان ميعرفش يكلمها وخروجة تقعد أكتر من ٦ ساعات .............. دا واحد بيظبط يا حبيبتي مش مجرد صديق !!
قال جملته الأخيرة بطريقة ساخرة وقد رفع حاجبه بطريقة تدل على الاستفسار ثم عاد لشرب القهوة جالساً على الأرجوحة ...
فريدة وهو تتابع تحركه على الأرجوحة : وأنتَ بقى لما بتخرج معايا وتيجي تقعد معايا في أوضتي بالساعات وتنام ساعات في البيت هنا وتجيب أكل وتذاكر سينما ورحلات سياحية ومذاكرة سوا !! كل دا بتظبط برضه ؟
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.