أغلق هاتفه ونظر في الفراغ بعد أن تلقى تأكيداً من حرس المنزل الخاص به أن أغراض يوم نقلت البارحة قبل العُرس رغم أنه لم يراه منذ آخر مرة لكنه أراد أن يرى هل نفذ أمره أم لا ...
عاد بنظره للجالس أمامه وتابعه وهو ينظر له بلوم وكاد أن يتكلم ليقول له الآخر ...فتحي بعتاب : براحة على ابنك شوية يا ماهر !! هو مش صُغير ومش طايش أنتَ ربيت كويس .....
تنهد ماهر واضعاً هاتفه على المكتب وقال : كُنت فاكر كدا لحد ما شوفته بعيني سكران وتايه زي المدمنين !....
فتحي برفض : غلطة واحدة يا ماهر !! مش نهاية العالم يعني !.....
ماهر برفض واصرار : مرة زي عشرة !...... أنتَ عارف أني بكره الخمرة ومش ممكن أسمح أنه يدوق الزفت دا !!!! واللي يشرب مرة عشان تعبان وعنده مشكلة يشرب مرة تانية وتالتة وبعد كدا ألاقيه مرمي في أي مصحة بعد كام سنة !!!!!!!
فتحي : ما أنتَ برضه اللي بعدته عنك وخليت صوته من دماغه واللي زي يوسف ميحبش الفشل !.... أنتَ ربيته على كدة وعودته إن الخسارة كارثة ! طبيعي لما يخسر قدام شريف يبقى عامل كدا وخصوصاً أن ملوش حد يرجعله ويشتكي له ...... تربيتك الناشفة ليه خلته وحيد وحتى مش قُريب منك !!!!
تنهد ماهر قائلاً : كل واحد عنده أسبابه يا فتحي !...... محدش عارف مننا أيه اللي ورا التاني ...! لا أنتَ تعرف اللي عندي ولا أنا أعرف اللي عندك !.
وقف فتحي متجهاً لمكينة القهوة وقال بعد أن وضع أحد ال capsules لنفسه و لماهر أيضاً : أنتَ عيبك يا ماهر إنك بير غويط محدش يعرف قراره !.. دا أنا اللي اسمي صاحبك والمحامي بتاعك وشريكك من يوم ما بدأت اللي أعرفه عنك يدوب !..... وفي حاجات لا عرفتها ولا أعرف إنها موجودة أصلاً !!!!
ماهر بتعب : بقولك أيه أنا لسة جاي من مشوار طويل ومش عايز صُداع ! أسرار أيه اللي عايز تعرفها يا فتحي !...؟ ما تخليك في شغلك وبس !.
تنهد فتحي وهو يحمل الفنجالان متجهاً لماهر الجالس أمام مكتبه وقال : خلاص يا سيدي !...... المهم ، قولي أنتَ عرفت حاجة من السفرية اللي على غفلة دي ؟؟
ماهر وهو يحتسي قهوته : كامل مش عارف حاجة عن أفعال شريف ولا غيره !..... لأنه مات!......
فتحي بصدمة: أنتَ عرفت؟؟؟
ماهر بسخرية: وأنتَ فاكر إنك هتعرف حاجة ماهر الإمام ميعرفهاش!؟ مش يوسف طلب منك تعرفله أخبار كامل من فترة ! مقولتش ليه اول ما عرفت؟
فتحي: أنا يعني قولت ..... ا ....
أشار له ماهر بيده وقال: من غير تهتهة أكيد هو قالك الموضوع ده يبقى بينك وبينه صح؟
أومأ له فتحي بالإيجاب ليقول ماهر بتفكير: أمال لما سلمت عليه في الفرح قالي بخير ومع أمه اللي هي أصلاً مرات أبوه وإزاي خبر زي ده مينتشرش في البلد؟
أنت تقرأ
الفريدة
Romanceماذا لو كان حبك الكبير وهم؟ ماذا لو عشت حياة كاملة تبنين قصوراً من رمال امام بحر أهوج لا تعرف رياحه الرحمة! قصتها فريدة مثل اسمها ولكنها لن تعيش الألم مرة واحدة بل هو ألم فريد متكرر لا دواء له.