٠٠٣

980 48 205
                                    


-حسنًا بأمكان الجميع الخروج الآن.. باستثناء كاي.
قال الجد ذلك على أثر انتهاءه من تحذير أحفاده، فما كان منهم إلا الأنسحاب مع كثير من الغضب والأنزعاج الظاهر على وجوههم، وكان سيهون أول من غادر المكان بعدما تأكد من خزر كاي بنظرات أشبه بالقول: سنرى ما سيحصل مستقبلًا..

ولمَّا فرغت الغرفة من الشبان الأربعة كان كاي يود لو تُرِكَ هو أيضًا ليغادر وأستثقل مطلب جده هذا بالبقاء، كان يود لو يستنشق بعض الهواء ويفكر بكل ما حصل الساعات الماضية..

يقترب الجد منه فيقف أمامه وهو يناظر عينه نظرة ثابتة لا تبرحه إطلاقًا، ولما أطال كاي النظر على ذات الطريقة التي يناظرها به جده، تتمدد أسارير وجه جده بابتسامة لم يفهمها كاي إلا عندما قال:

أتعلم.. أنت تذكرني بنفسي.

لم يكن يود كاي الاستهزاء بما قاله جده ولكن شيء من الأستنكار ألح بداخله وأجبره على طرح سؤالًا بتلك الصيغة:

لماذا؟ هل كنتُ تمتلك ماضٍ سيء ولم يحالفك الحظ في حياتك ربما؟

هز الجد رأسه بمنتهى التفهم وكأنه كان يخبره إنه قد فهم هذه  الكلمات الساخرة منه ولكنه سيتجاوز ذلك حاليًا ولن يُحدث مشكلة نظرًا لأن حفيده يبدو محقًا فكل شي يتطور بسرعة وهو ربما يواجه صعوبة كبيرة بالتأقلم.. لكن لأن كاي أحس بأنه اساء لأخلاقه أعتذر:

أنا أسف.. ليس وكأنه لدي حظ سيء.. حياتي حتى الأمس كانت جميلة والحمد لله.

نهض السيد أدولف من مكانه ودخل في النقاش معهم، كان يسير بحذر حتى وصل إلى أبنه وعلى وجهه أبتسامة فخر، فقال:

أيّا كان الاله والدين الذي جعلك سعيدًا هكذا وشافى جروحك فأنا أحترمه.

ألتفت كاي هذه المرة إلى والده وعلى فمه طرف تنهيدة، فهو لا يستطيع التماشي مع هذه التغيرات المفاجئة بهذه السهولة، لكنه عادة ما كان يحصن نفسه بألقاء النكات غير الواقعية:

لو كنتَ ستصبح مسلمًا قبل وفاتك فتعال إلي لعلي أكتسب الأجر بفضلك، سيد أدولف.

تنهد السيد أدولف وهو يشعر بكل هذا الجمود والرسمية غير المحببة التي يخاطبها به أبنه، فأن ذلك كان يجعل من مشاعره جياشة أكثر حتى إنه قال بنبرة أكثر حزنًا من سابقتها:

أتمنى أن أسمعك تناديني بأبي مرة أخرى قبل وفاتي.

لكن كاي كان مصرًا على ذلك، لم يكن يرمش حتى وبدا إنه في تلك اللحظات لم يكن يعرف حتى كيف يخرج نَفَسه بطريقة صحيحة أو يأخذ شهيقًا يُخفف عنه شعوره، فلذلك أستمر على كلمته:

لن تنفعك هذه الكلمة يوم يحاسبك الله على كل ما فعلته في حياتك..

احس السيد فالتر بالاستياء الكافي من هذا النقاش أن يأخذ بأبنه وحفيده إلى نتيجة أفضل لذا تدخل تلك اللحظة وهو يربت على كتف أبنه كأنما يطالبه بالعودة والجلوس في الوقت الحالي، بينما كان مركزًا مع حفيده أن يخبره بهذا:

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن