شعرت بأعاصير من الفراشات اللطيفة تعصف بخافقها، لم تكن تستوعب لو أن ما تسمعه حقيقي وَذَلِكَ جعلها تبحلق في وجهه بصدمة في البداية! كانت تتساءل لو إن إعجابها له صار يجعلها تهذي وتهلوس الآن! وَلَكِنها كانت سعيدة وإن كانت هذِهِ مجرد هلاوس! فالشعور يجعلها تدمن الأمر!-ماذا قُلت؟
قالت بنية جعله يكرر ذلك رُبما، كانت تعرف بماذا تُجيبه بالفعل لقد قررت! وَلَكِنها أحتاجت سماع الأمر منه مرَّة أخرى، وقد قال مترددًا بعدما تحمحم ويبدو إنه يشعر بالإحراج ظنًا إنه قد زلّ بفعلته هذِهِ:أعني.. هَلْ تتزوجيني؟
أنهارت شفتيها وانفرجت على وسعها في ابتسامة واسعة تلافتها جيني بأن عضت شفتها السفلى ثُمَّ زفرت بعمق وقالت ببراءة أكثر من سابقتها: ماذا قُلت.. مجددًا؟
-أنسي الأمر..
قال ومشى عابرًا إياها وَهُوَ يغادر بخطوات سريعة، وقد كان الشعور بالإحراج والندم واضحًا عليه، لَكِنها تبعته بسرعة ووقفت في طريقه بينما تصرخ:أنا موافقة!
توقف في اللحظة الأخيرة وَعندما سمع منها تلك الصرخة السعيدة جدًا.. رجع نصف خطوة وهمهم والتوتر يأكل لسانه ويمنعه عن الكلام لبرهة وكأنه لم يخطط لما يجب عليه فعله إن وافقت، فتستغل هِيَ الأمر وتسأله وتبدو شغوفة لسماع الإجابة بالنظر لابتسامتها المُستمتعة:
هَلْ تحبني؟ قولها بسرعة..
-على مهلك..
قال ورسم ابتسامة لم تدوم الاَّ لثانية وإذ هي تختفي فتظهر تعابير وجهه المرتبكة أسفلها، فهُوَ لم يكن يستطيع مجاراة حماسها وهذا الانْدِفاع، حَتّّى إنها لا تترك له المجال فتضيف فوقها وَهِيَ تمد يدها بوجهه:أين خاتمي؟
ابتسم عندما ذَكَرَت موضوع الخاتم، ولأنه لم يأخذ بيدها ويلبسها إياه تسحب يدها بسرعة، لذا يحاول أن يستبق غضبها ويقول: الخاتم موجود!.. وَلَكِن..
-وَلَكِن؟
شَدَّدَت على كلمته كأنها بذَلِكَ تحذره من ضرورة أن يكون السبب مقنعًا، لأنها لن تتسامح مع مثل هَكَذَا نوع من التقصير، لَكِنه يبتسم بطريقة تجعلها تذوب وتنسى الأمر لبرهة، فيقول: علينا الحصول على موافقة جَدّي أولًا.. وسألبسك إياه بعدها.-أنت تمزح صحيح؟
سألته بنبرة فيها التذمُّر وَقد لمعت عينيها بالمثل، كانت تنظاره بترقب متى يقول إنه يمزح ويضحك عليها ستكون راضية ولن تغضب عليه! لَكِنه يرسم مثل تلك الابتسامة على وجهه وَكأنه تحت التهديد، فلا تعلم هِيَ لو كان يبتسم بكثرة هَكَذَا بطبيعته أم إنه يجاملها فقط للتغلب على التوتر.. لذا سألته:

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Storie d'amore"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م