٠٣٠

465 26 193
                                    


-كاي! ماذا حصل؟

استقبله صاحبه عند باب المستشفى بعدما وصل لتوه فرآه خارجًا برفقة جيني ومن بعده جده ومعه أكسل وسيهون، أكمل الباقين طريقهم ومروا بعيدًا في حين توقف كاي ومعه جيني له..

ناظره كاي نظرة فهم دانيال مغزاها، ولم يُجيب على سؤاله حيث بدا كأن هُنالِكَ شيئًا آخر يشغل باله على الرغم من الحال الَّذي هُوَ عليه، لذا يلتفت لجيني ويطلبها بنبرة لينة: أسبقيني إلى السَّيََارة، خمس دقائق وسآتي..

همهمت جيني بعدما ألقت نظرة فيها تدقيق على ملامح وجهه وألقت نظرة خاطفة على دانيال الَّذي كان من وجهه يبدو فاهمًا لما يدور في مخ صاحبه دون كلام، لذا تركتهما وانسحبت بهدوء.. رغم إنه منذ تلك اللحظة وما حصل في المستشفى قبلها من هجوم.. وهي لديها تساؤلات كثيرة.

عن هوية هذا الرجل الدخيل على حياتهم والسبب الَّذي يدفعه ليضمر كرهًا وشرًا لعائلتهم ولكاي بالأخص! أرادت بشدة سؤاله عن ذلك لَكِنها كانت تفكر أن تتركه بضعة ساعات لأن لديه ألم في بطنه وقرَّرَت إنها ستسأله في نهاية اليوم..

رغم إنها كانت جالسة في السَّيَّارة بالانتظار منذ حوالي دقيقتين فقط إلاَّ إنها كانت تشعر بالفضول وإنعدام الصبر بالشكل الكافي لجعلها مُلتصقة بالنافذة وهي تنظر لهم كيف يجلسون على أحدى المقاعد في الحديقة.. بطريقة ظاهرة للعيان ولا تشكل أيَّ نوعٍ من الغموض، لَكِنها لازالت تشعر إن هُنالِكَ الكثير يُخفى عليها..

لهذا تناظر سيهون الجالس بجانبها بينما يبدو مسترخيًا بشدة وهو يضع رأسه على المقعد خلفه ويُغمض عينه محاولًا النوم كأنه ليسَ الشخص الَّذي رأته يهدد ويضرب شخصًا آخر منذ ساعة ونصف..

وغزته هامسه بحذر: سيهون!

فتح عينه وناظرها دون تأخير فعلمت إنه لم يكن غافيًا وهو ما تصورته أيضًا بما إنه لم يمر الكثير على صعودهم السَّيَّارة، لَكِن كان هُنالِك أثر أنزعاج واضحًا من تجعيدة حاجبيه، ورغم ذلك سألته:

أخبرني أنتَ.. من ذلك الرجل؟

-فليخبرك خطيبك ذَلِكَ بنفسه..
يُعطيها ردًا مستفزًا من وجهة نظرها ويعود ليغمض عينه متمتمًا بانزعاج: لماذا لم أذهب مع جَدّي..

لَكِنها وغزته من جديد بطريقه تُخبره إنها لن تعطيه السلام أبدًا بتركه ينام لحظة! وتصر عليه بنبرة عنيدة: هذا يعني إنكَ تعرفه! نعم.. كان من الواضح إنكَ تعرفه لتهدده بتلك الطريقة! لذا أخبرني.. إنه الشخص الَّذي هاجمنا مُنذ يومين وَهُوَ من ذهبتم إليه البارحة! صحيح؟

-بما إنكَ تعرفين الجواب فلماذا تسأليني؟
ببرود تام يسألها رغم إنه يعلم إنها لا تعرف سوى جزء من القصة، لَكِنه تصرف كأنها تعرف كُلِّ القصة حَتَّى لا تُجبره على إجابتها..

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن