كان هذا هُوَ عقابه..لم ينصدم للطريقة الَّتي عاقبه فيها جده، كان لديه حدسًا سيئًا منذ اللحظة الَّتي استيقظ فيها.. كان لديه شعورٍ سيء حيال هذا اليوم! بالنسبة له لم يعد قلبه قيد العمل، لقد شطب للتو صفحة الحُب من حياته ولم تكن لديه النية للإيمان بحب بعد الآن وأمر الزواج صار بالنسبة له دون الحاجة! لَكِن لم يكن يقهره في موضوع الزواج هذا إلا في الاختيار المتقن الَّذي اختاره جده له! كاتيا؟ هَلْ فكر بالعروس كثيرًا؟ تساءل.. تساءل وَهُوَ ينظر لجده نظرة مباشرة لأكثر من دقيقة دون أيِّ نية للحراك والنبس بحرف أو قول: لا أو لماذا!
لم يكن يُحركه أية دافع -تلك اللحظة- للقيام والرفض! بل إنه دفن رفضه في قلبه وتلقى عقابه بسكوت! لقد قبل عقابه بهذِهِ السرعة وكأن هُوَ من يُعاقب نفسه ويقول لنفسه: أرايت؟ أدفع ثمن كونك جبانًا الآن!
ولو دفعه يأسه للانهيار لبرهة والتراجع، يتذكر فينظر لوالدته الًَتي ناظرته بنظرات تشبهه في صدمته في الوهلة الأولى، لَكِنها تنهض من على كرسيها وترسم على وجهها ابتسامة زائفة وَهِيَ تقول وتحسم الأمر:
أخيرًا رأيت هذه الأيام الَّتي أرى فيها زواج أبني حبيبي..
جعلته والدته تلك اللحظات يدفن أيِّ بصيص لرغباته، والدته وافقت فمن هُوَ ليرفض؟ ولأجل من يرفض؟ لا يملك الدافع لنفسه ولا لوالدته حَتَّى! عليه أن يكون جديرًا لحمل المسؤولية الَّتي تقع عليه هذِهِ المرَّة على الأقل! فكّر وكلمات والدته الفترة الماضية تتردد في داخله:
"لا ترتكب الأخطاء!"
"لا تُغضب جَدّك فيكون لكاي أفضلية عليك!"ويتذكر كلمات جَدّه له الليلة الماضية:
"أَنت أبدًا لن تنافس كاي.. بشخصيته، بحضوره، بثقته!"
"أنسَ منافسة كاي بعد الآن.. لا تفكر بذلك حَتَّى.. وستنسى جيني أيضًا.. لو رأيتكَ فقط تحتك بها أو تتقرب منها.. سيأتيك شيئًا لن تكون قادرًا على تحمله!"
لقد سبق وترك نفسه.. كره نفسه! وصار هدفه الوحيد في العيش بعد هذِهِ اللحظة هُوَ العيش وَهُوَ يُغلق قلبه بقوة! لقد قرَّرَ إنه والحب غير مستحقان لبعضهما البعض! عندما يتذكر كيف كانت أخته تبكي بسبب الزوج السيء الَّذي أذاها يشعر بالعار زيادة على كرهه لنفسه! يُذكّره ذلك بكيف فشل بكُلِّ المعايير حَتَّى عندما تعلق الأمر بعائلته، أمُّه وَأخوانه! الأعز على قلبه!
يتذّكر كيف كانت والدته تخبره في صُغره وَهِيَ تتغنى به: أبني الجميل.. تذكر دومًا أنتَ هُوَ سندي الوحيد، لي ولأخوتك جون وهيلدا.. إنهم مسؤوليتك، أنت هُوَ أخاهم الأكبر! الأخ الأكبر هُوَ الدرع الحامي للأخ الأصغر، لا يُصاب الأصغر بالأذى إلاَّ لو كان الأخ الأكبر جبانًا!
علمته والدته إنها وأخوته هم مسؤوليته المُطلقة وواجبه الوحيد، وإنه عليه أن يكون في المقدمة لو تعلق الأمر بهم، إن حماية أخوانه هِيَ شجاعته المُطلقة والوحيدة وعكسها هُوَ جُبانة ولا شيء سواها! علمته والدته إن السير في طريق أخوته تجعله يبديهم على أيِّ شيء آخر في حياته، ولو كان أخًا آخر غيرهم أو حَتَّى حبيبة هواها قلبه!

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romance"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م