٠٠٩

633 42 221
                                    



بشكلٍ عارٍ من الخجل وعارٍ من الخوف.. يُجبر نفسه عليها بقذارةٍ على الرغم من رفضها! كُلَّ ذَلِكَ يحدث في القصر الَّذي تعيش فيه زوجته وكُلِّ أخوتها! التمادي.. هُوَ إفراط غبي في الثقة بالنفس أو رُبما غباءٌ بحدِ ذاته!

عَندما سمع صوتها ومدَّ رأسه فرأى ذلك بعينه، ما كاد عقله يستوعب ما يراه، أحَسَّ بشيء يغلي بداخله اِستنكارًا لهذهِ الفعلة أن تحدث في وجوده! وَهَكَذَا يمشي مسرعًا متجهًا نحو رجلٌ من فرط إسرافه في السعي وراء شهواته صار لا يدري ما يحدث من خلفه أو ما يجري حوله، صار عقله غبارًا بلا قيمة، فيحاول دفعها نحو الجدار بينما يُخرس فمها بيديه ويقنعها بقذارة قائلًا:

لا تفعلي بي ذَلِكَ حلوتي.. تعلمين إنني أحبك مُنذ سنين.. كم أن رائحتكِ جميلة و..
يدنو ناحية عنقها رغم بكائها المكتوم بفعل يده وَهِيَ تهزُّ رأسها رفضًا واشمئزازًا منه..

ما كاد يُكمل جملته حَتَّى جُرَّ من خلفٍ بقوة لدرجة أرتطم ظهره بالجدار المقابل للممر، وبدهشة شَّديدة يناظر الفاعل.. فأذ بوجهه يصبح شاحبًا بلا لون من شدَّة خوفه لانكشاف حقيقته رغم حذره كُلِّ هذِهِ السنين! كيف يكشفه من دخل في الأمس لهذا القصر؟

جيني الَّتي سقطت أرضًا في اللحظة الَّتي فكها هو فيه عجزت أن تستوعب ما حصل! فبقيت الدموع متجمدة على وجنتيها وهي تنظر ذهولًا.. لظهره ولم يكن قد أدخر ثانية واحدة حَتَّى أو تردد في سحبه من على الأرض ثُمَّ أعاد دفعه نحو الجدار بقوة مُنتشلًا إياه من ياقته بقوة!

ناظره بحدة.. بنظرات أنتفض لهيب الغضب من عدستيها، فيحاكيه بِذَلِكَ الغضب جملةً ما أراد بها الاستفهام بقدر إرعاب كيانه: أتفعلها علانية هَكَذَا؟ ألا تخشى؟

ما كاد غيرد ينطق بحرف أو يرمش رمشة وإذ به يجره من ياقته من موضع عنقه الَّذي صار يشعر بالخنقة فيه بسبب قوة قبضته عليه ثُمَّ يدفعه للجدار خلفه من جديد ضاربًا ظهره بالصلابة من خلفه وما استطاع إلا الأنين ألمّا على ذلك وَمن أمامه يُكرر ب"سأريكَ عاقبتك أيها القذر"!

ثُمَّ يجره على تلك الوضعية وَهُوَ يمشي بسرعة لا يستطيع معها غيرد مجاراته في سيره بينما يُسحب من عنقه كالمربط من الكلاب أو البهائم، فيلمح في لحظة ما جيني الجالسة أرضًا تناظره بوجه جفت فيه الدموع وعينين أشعلها الكره والغضب.. لكنه يرتجيها للمرة الأخيرة متمتمًا بأسمها لعّلها تُقنعه بالتوقف أو التراجع! لكنها ما تحركتْ حَتَّى كأنها جالسة تنتظر موته هُنا..

تنهض جيني من على الأرض وتنفض الدموع عن وجهها باشمئزاز من كُلِّ خلية لمسها فيها إجبارًا، وتسير من خلفهم كأن ما لديها من مخاوف شيئًا او من خجلٍ لمحةً اليوم، فكُلُّ ما كانت تُريده هُوَ رؤية الجزاء لذلك القذر وَهُوَ يُطبق عليه في النهاية!

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن