عاد للمنزل يبحث عنها، لَكِنها أغلقت الباب في وجهه.. وَهُوَ شيء مثّل صفعة قاسية بالنسبة له.. ففي حين إنه عاد للمنزل مثل جُندي خرج من حربٍ قاتلة للنفسية جاء باحثًا عن مركز أمانه.. المرآة الَّتي أطمأن لفكرة إنها موجودة في حياته.. أدرك -منذ خمسة سنين- إنه صار لديه شخصًا يمثل الملجئ بالنسبة له بعد ذهاب ملجئه الأزلي.. أمّه.. وَهِيَ كانت جيني، فماذا حصل فجأة؟صحيح إنه لم يدخل منزل عدوه بأرادته.. لَكِنه ذهب بأرادته، وَأدركَ بشكلٍ متأخر جدًا سوء الغلطة الَّتي أقترفها بحقها.. فحياته لم تعد مُلكه لوحده.. هُنالِكَ شخصًا مقرونًا بحياته، ويحمل هُوَ مسؤولية سعادته وحزنه وقلقه وألمه! إنها جيني المرآة الَّتي ملكت قلبه وعندها يسكن قلبه.. وفي حضنها يستذكر رائحة أمّه ووجودها بات الآن مثل وجود أمّه في حياته، ضرورة ومن دونها عاجز!
وقف عند باب غرفتها وطرقه بتردد واضح.. ولأنه يُدرك حجم غلطته كان يصعب عليه المحاولة للإعتذار منها، لَكِنه استمر يطرق
بابها كأنها باب حياته وَهُوَ مُجبر على العثور على طريقه ما ليلغي فيها قفله!حدّثها من وراء الباب بنبرة خافتة: جيني.. هلَّا تفتحين الباب؟
على الطرف الآخر كانت تعجز عن أخذ خطوة للداخل أو الجلوس على سريرها وتجاهل أمره ببساطة.. كانت مثله متعلقة بالباب واقفة وتسند ظهرها عليه ويدها عند المقبض.. لَكِنها عاجزة عن فتح الباب له ومسامحته بهذِهِ السهولة.. رغم إنها تستطيع الشعور به كيف يتعلق بالباب مثلها ويده على المقبض يخفضه ويرفعه في محاولات فاشلة منه توقفت عند استيعابه إن الباب مقفل!
بالنسبة لها كانت غلطته لا تُغتفر.. فبعدما رأته من نافذة المستشفى كيف ركب سَّيَّارة ما وذهب فيها لوجهة مجهولة نزلت على الفور وسألت جَدّها عن إلى أين ذهب وَلَكِن صمت جدها وامتناعه عن الردّ في البداية أدخل القلق إلى قلبها.. أعطاها جَدها إجابة عابرة وقال إنه ذهب لمكانٍ ما وسيعود قريبًا.. وأدعت إنها قد انسحبت بعدما اقتنعت بأجابته..
لَكِنها لم تذهب ووقفت تراقب من بعيد، حيث لاحظت كيف إن جدها كان يأمر أكسل بأيجاد طريقة ما لتتبع أثرهم وقد أمره بتحضير رجاله للاستعداد للتدخل في أيَّة لحظة! كان جَدّها يمشي على قلقٍ ويتلفت على خوف وندم! حالة جَدّها هذِهِ جعلتها تُدرك إن كاي وسيهون قد ذهبا إلى مكان ليس بالآمن أو اللطيف!
لم تكن من النوع الَّذي يسكت لفضوله لاسيما لو أخافها الموضوع ولم تكن لتتوقف دون عنادٍ.. عثرت على حارس من الحُراس وتمكنت من سحب الاعتراف من عظمة لسانه.. إن كاي قد ذهب بنفسه للقاء الرجل الَّذي هاجم قصرهم الليلة الماضية!
عندما علمت بذلك شعرت كأنها تلقت صفعة من يد قريبة! ذات اليد الَّتي مسدت على ظهرها بحنان طوال الليلة الماضية وكان من يطمئنها من خلال ذلك كأنها الأهم في حياته! فكيف يتجاهل وجودها تمامًا الآن ويذهب إلى أرض الموت بقدمه؟

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Lãng mạn"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م