٠٣٥

20 4 238
                                    


فتح باب غرفة أخيه وأطل يُلقي نظرة، كانت الغرفة مُظلمة وكان أخيه الأكبر نائمًا في مثل هذا الوقت من اليوم على مشارف غروب الشمس..

أوّلَ ما فعله هُوَ أنه أنار أضوية الغرفة وأقترب ينادي بأسمه لأيقاظه: كاي..

لم يكن نومه ثقيلًا أو في الأحرى لم يكن هُوَ داخل غفوة عميقة لذا فتح عينه سريعًا يجعد حاجبيه بسبب الاضاءة المباشرة في عينه وقد نبس بصوت ناعس: سيهون.. كم الساعة؟

بعدما رفع جسده ونهض محاولًا التخلص من دوخة النعاس والنوم سأله عن الساعة وَهُوَ يبحث عن هاتفه فعثر عليه بجانب سريره على الطاولة، فرأى الساعة في هاتفه وكانت على مشارف السابعة مساءً فأدركَ إنه قد فاتته صلاة..

نظر لسيهون ورآه قد عاد بعدما جلب له قنينة ماء من الثلاجة الصغيرة الكامنة في زاوية الغرفة ومده له حَتَّى يشربه، أثناء ذَلُكَ جلس على حافة السرير وراقبه حَتَّى فرغ محتوى القنينة من الماء ووضعها جانبًا، قال:

عدت من العمل منذ ساعتين ورأيتكَ نائم لم اشئ إيقاظك لَكِن عندما رأيتكَ تطيل النوم.. أردت أيقاظكَ للأطمئنان عليكَ.. إذًا ماذا فعلت؟ هَلْ أستطعت التحدث لجيني؟

هزَّ كاي رأسه بلا وبدت تعابير وجهه في حالة من الفتور والضياع، لَكِنه سأله أوّلًا ربما لتضييع الوقت حَتَّى يتسنى له التفكير بجوابٍ مناسب: لماذا تأخرت لهذِهِ الدرجة؟ هل هنالِكَ الكثير من الأشغال المتراكمة؟

نفى سيهون برأسه ووضح: كلا لَكِن لأنني لم أذهب في الأمس فقد تراكمت بعض الأمور.. إيضًا يغيب دانييل عن العمل الأيام الماضية بسبب أصابته لذا هنالِكَ بعض الفوضى في العمل.. لَكِن لا مشكلة لقد أمضيتها كُلها أنا وجون.

يصمت لثواني ويطالع أخيه فكأنه يراه شفافًا بات يعرف ما يمر به ويستطيع رؤية ضياعه بوضوح، لذا يسأله: دعك من هذِهِ المواضيع الآن.. أخبرني، ماذا ستفعل الآن؟ أعني.. أنتَ لن تسمع لذلكَ الشخص..
يتوقف لثانية عندما كان يبدو قريبًا من شتمه بطريقة سيئة لَكِنه تمالك لسانه في اللحظة الأخيرة فواصل الحكي بسلام: أن يفرقكما بهذِهِ الطريقة.. لا بُدّ إن جيني لديها تبريرًا مقنعًا.

زفر كاي بعمق كأنه يحاول أخراج المشاعر والأفكار السلبية من عقله وقد فرك وجهه للحظات  ثُمَّ تكلم ولازال لا يصدق ما حصل في الأمس حد اللحظة: صحيح إنني لم أستطيع التحدث معها، فمنذ أغلقت على نفسها في غرفتها مساء البارحة حتى اليوم.. ولم تخرج حتى لتناول الفطور أو الغداء وَلَكِن.. كنت أحاول معها لنتحدث كأي شخصين بالغين وطرقت باب غرفتها أكثر من مرَّة لَكِنها كانت تتهرب مني فقط.

يقول كلمته الأخيرة وقد أزداد ضياعه، فهُوَ لا يعلم لماذا تتهرب منه هَلْ هِيَ تشعر بالذنب لأنها تركته في مثل هَكَذَا موقف؟ أم إنها جبانة لمواجهته حَتَّى وقول الحقيقة! ويبقى السؤال الأهم  هُوَ ما يطرق لسانه:

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن