كانت أشِعّة الشمس تداعب جانب وجهها الآيسر مثل فراشة لطيفة، وَتتخلخل بين خصلات شعرها في مشهد لشروق للشمس والجمال في آن واحد، سالبةً بذَلِكَ عقله عن التفكير لبرهة.. لكنه يستوعب بعد ثوانٍ فيشيح ببصره بعيدًا وَهُوَ يأخذ أنفاسًا عميقةً لتخطي هذِهِ الأزمة بينما يخاطبه عقله ويلومه:أين تنظر لِما حرمه الله عليك يا رجل؟ هذِهِ فتنة كبيرة.
تنزل من على الحافة بنفسها ولازالت ترتسم ابْتسامة لطيفة على وجهها لو رآها هُوَ لما اسْتَطاع تَخَطِّيها لهذا حرص على النظر لأيِّ شيء آخر باستثنائها.. فمشى بسرعة نحو يسارها ثُمَّ أخذها من قميصها ناحية ظهرها وسحبها برفق متأكدًا من ألا يلمسها من أيَّ ناحية ثُمَّ سألها: أَينَ الباقين؟
لَكِنَها بعد المشي لبضعة خطوات بكُلِّ طَّاعَةٍ، تُداهمها رغبة العناد فتتوقف وَتدير وجهها إليه ناظرة لوجهه بكُلِّ جرأةٍ وِهيَ تبتسم بعينين بشوشة فيها النعاس.. جعلته يسحبها نحو اليسار حَتَّى تعتدل وتصير تعطيه ظهرها من جديد فلا يرى وجهها، ثُمَّ قال: سأاخذك للسَّيَّارة يمكن النوم هُنالِكَ..
في تِلك الأثناء كان الشخص الثالث في هذَا المشهد يميل برأسه وَهُوَ يحاول فكَّ ألغاز ما يحصل هُنا أمامه بينما يتناول حلواه من الفراولة لتمده بالأِلهامِ.. فيبتسم بعد مُدَّة ثُمَّ يقول: هَلْ أنْتَ راهبٌ بالصدفة؟
ناظره كاي وَقد نسى فكرة وجوده تمامًا، فتنهَّد ثُمَّ مشى مكملا سيره متجاهلًا أمره ولحُسن حظه عادتْ جيني لتصبح أكثر هدوءًا ومشت أمامه بكل هدوء.. ولكنها كانت كثيرة الترنح ففي كُلَّ مرَّة تكون على وشك السقوط لولا إنه يسحبها من ملابسها ويعيدها للحالة المتوازنة فتسلم من ذَلِكَ..
وَكان يفكِّر بأنه كان عليه اِصطِحَاب دانييل معه على الأقل ليعتني بأخته فيعتني هُوَ بأخته، فذَلِكَ سيكون أرحم على قلبه وأهوَّن عليه من كُلِّ هذا العناء والتوتر الَّذي يحَسُّ به لإكمال المُهِمّة وَإيصالها للسَّيَّارَةِ بسلامة!
-توقفْ.. توقفْ، دعني أُساعدك وَأمسكها..
يتطوع ذَلِكَ الشاب من تلقاء نفسه فيسير نحوه مبتسمًا وكان على قناعة تامة من إنه يُسدي له خدمةً عظيمةً بتخلصيه من عبئ اِصطِحَاب فتاةٍ لا يستطيع حَتَّى لمسها! وعندما يمُدّ يَدَه لإمساكها بدلًا عنه يَنُفض كاي يده بعيدًا قبل وصولها لجسدِ جيني بطريقة تركت ذَلِكَ الشاب مصدومًا لوهلة، عندها قال كاي:لا شأن لكَ..
ناظره الشاب لبرهة وكان سريع الاستيعابِ فضحك ضحكةً جعلتْ كاي يتنهَّدَ باِنزعاج منه فهُوَ لَم يكنْ يفهم ما سبب وجود هذا الشاب معه حَتَّى هذِهِ اللحظة وَلماذا يتبعه؟ وَمالَّذي ينوي عليه؟
لكن ذَلِكَ الشاب لا يتركه وشأنه بعد هذا بل يستنتج استنتاجًا آخرًا من وَهْم توقعاته:
فهمت، فهمت.. أنا لن أقوم بشيءٍ سيءٍ فقط سأساعدك بأخذها للسَّيَّارَة! بما إنَّكَ لا تستطيع فعلها.. لأيِّ سببٍ كان.
وناظره نظرة واثقة في نهاية حديثه وعلى شفاه تكمن طرف ابتسامة كأنه يقول له: أنا أعلم إنَّك لن تستطيع رفض عرضي، فأَنْتَ تحتاج لمساعدتي بشدَّة.
أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romanceوَيحدث أن تعيش كارهًا لشخصٍ ثُمَّ عندما تلتقيه تُدرك إن عمركَ مضى بأكذوبة! . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م