ظنَّ إنه سينام نومة هنيئة بعد ثلاثِ ليالٍ لم يهنئ في النوم فيها بسبب الأحداث الأخيرة، وقد نام بشكلٍ باكر بعد موعد العشاء بقليل، لكنه استَيقَظ في الخامسة والنصف فجرًا كأنه نام في غيبوبة، ليدرك إنه قد فاتته صلاة الفجر.. وعلى الرَّغْم من إنه قد حضي بهاتفٍ جديد يوم أمس إلاَّ إنه نسي أن يضع منبه لإيقاظه لصلاة الفجر.وَهَكَذَا نهضَ معكرَ المزاج بسبب ذَلِكَ، ولسببٍ آخر كان لأنه قد رآى حلمًا غريبًا.. إنها المرَّة الثانية الَّتي تقتحم هِيَ فيها أحلامه وَذَلِكَ لم يكن يُريحه على الإطلاق..
الأسوأ إنها في هذا الحلم كانت تلاحقه على طول المنزل وَهِيَ تكرر جملة "أقبلْ الزَّواج بي" لا غير!
فكرة أن يحلم تَعُدّ وحدها فكرةٍ غريبةٍ لأنه منذ خمس سنين كان قد فقد المقدرة على رؤية الأحلام لسبب ما، وَكان نادرًا ما يرى الأحلام، إلاَّ أن جميع أحلامه كانت مرتبطة بحياته الواقعية ولا تلبث طويلًا إلاَّ وَهِيَ متحققة وَهذِهِ كانت نعمة وهبها الله له بعد إسلامه، ومنذ اليوم الَّذي علم كاي تفسير ذَلِكَ، وَهُوَ إن الله يخص بعض المؤمنين بهذِهِ الصفة مثلما خص بها نبيه الأكرم صل الله عليه وسلم صار أكثر إيمانًا وتصديقًا بأن أحلامه ستتحقق عاجلًا أم آجلًا!
لذا.. رؤيته لذَلِكَ الحلم كان يربكه، ويشعره بنوعٍ من عدم الاِرتياح، لم يكن يودّ الدخول في مثلِ هَكَذَا دوامة.. لَكِنَه أدركَ إن الأمور ستصير هَكَذَا شاءَ أم أبَى..
اِستَحَمَّ بالماء الباردِ لعلَّه ينسى التفكير بهذا الحلم، وَفكر بقراءة القليل من القرآن من تطبيقٍ على الهاتفِ، لَكِنه عندما أعاد تشغيل شبكة الواي فاي ظَلَّ هاتفه يهتزَّ بشكلٍ مجنونٍ، وَلم يكن يستوعب ما حصل.. وَلماذا تأتيه كُلِّ هذِهِ الأشعارات من تطبيق الانستغرام فجأة، وعندما جرَّبَ الدخول على التطبيق بدا وكأن التطبيق متوقفًا أو إن به خللًا ما.. فظنّ إن هذا هُوَ السبب، وقرر الخروج من التطبيق وإغلاق الهاتف لأن صبره لم يكن وفيرًا منذ لحظة اِستيقاظه..
قرَّرَ القيام ببعض التمارين الرياضية فكان هُوَ معتادًا على ممارسة الرياضة بشكل متكرر فيما مضى لأنها طريقة جيدة لتفريغ الطاقة السلبية، وبما إنه كان منشغلًا منذ ثلاثة أيام بالأحداث الأخيرة فقد اِستنتَجَ إن ما كان ينقصه هُوَ فقط تشتيت أفكاره والتخلص من الطاقة السلبية عن طريق الرياضة.
نظر من حوله فعثر على تِلك الأَرِيكة، فاتجه لهناك ونيته البدء بتمرين الضغط، فأَسْنَدَ قدميه على الأَرِيكه ويديه على الأرض فصار ثقل جسمه مضاعفًا على يديه بسبب وضعيته المائلة نحو يديه، وَهذِهِ كانت حيلة لسد الحاجة للأوزان وقد اِعتاد -عندما كان في هامبورغ- أن يقوم بتمرين الضغط خمسون عدَّة على الأقل..
بدء يَعُدّ حيث تشتتْ أفكاره بالفعل في البداية ثُمَّ وَجَدَ نفسه يتصبب عرقًا بعد مدَّة لكنه كان قد ترك فكرة العدِّ منذ أن وصل الرقم ثلاثين وصار يفكر بما جرى في حياته الأيام الأخيرة، وحَتَّى هذِهِ اللحظة الَّتي يعيش هُوَ فيها في هذا المنزل منذ ثلاث أيام إلاَّ إنه كان يبدو وكأنه على حافة من الندم والتردد، كانت لديه حياة هادئة ومسالمة منذ أسبوع.. وكان غالبًا ما يصلي في المسجد لكنه الآن مضطرًا على الصلاة لوحده في المنزل، وقد باغتته لحظة من الإدراك: لماذا لا أبحث عن أيِّ مسجدٍ قريبٍ من هنا؟

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romance"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م