كان لقاء مشحونًا جدًا بين الزائرين والمضيفين لدرجة إنه كان يتوقع نشوب شجار في أيَّة لحظة، لَكِن الأمور تيسرت بطريقة وأخرى.. على الأقل في الخمس دقائق الأولى.. صحيح إن من الأعداء من تصافحوا ومن الغرباء من تعرفوا ومنهم من حاول جذب الإنتباه منذ الوهلة الأولى وفشل فشلًا ذريعًا..أوقعت كاترينا نفسها في موقف محرج آخر وبملئ أرادتها تعمدت هذِهِ المرَّة تكرار الفعلة ومدت يدها لمصافحة كاي الَّذي عجز عن استيعاب المنظر الَّذي يراه أدار وجهه يسارًا على الفور، شدت كاترينا على قبضتها وسحبتها خفية ونظرًا لأكتظاظ الناس ألزمت ابتسامتها الماكرة وتوقعت متفائلة أن أحدهم لم يلاحظ أمرها..
لَكِنها كانت تستطيع سماع ضحكة جيني المكتومة رفقة أمراة جميلة لم تتعرف عليها كاترينا للوهلة الأولى لَكِنها بعد لحظات تذكرت إنها رأتها في قصة سيهون المنشورة قبل ساعات..
لذا تتسع أبتسامتها الماكرة من جديد وتمد يدها متعمدة عبور كاي للوصول ليد سيهون، وأثناء ذَلِكَ سحب كاي نفسه للخلف في لحظة وشيكة قبل أن تلمسه بيدها، فسحبته جيني خطوة أخرى وهي تهمس له: هَلْ يمكننا طردها؟
رغم إن جيني لم يبدو عليها الغضب أو ذَلِك الانزعاج الكبير إلاَّ إن كاي شعر بحساسية الموقف وكان يستطيع التنبئ إن الأمور لا بُدّ أن تسوء لذا جاء تبريره الهامس بطريقة حذرة يحفها اللُطف: لا يمكننا فعلها.. فهيلدا موجودة وستلاحظ الخطب... لنؤجلها للمرَّة القادمة.
ابتسمت جيني رغمًا عنها وكانت تود لو تقرصه من خديه وهِيَ تتغنى بزوجها اللطيف لَكِن ابتسامتها توقفت في المنتصف وهِيَ تستدرك تفصيلة ما: ماذا تعني في المرَّة القادمة؟
على الجانب الآخر كانت كاتيا متجردة من الحذر أو المجاملة أخذت تناظر كاترينا من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها وملامح عدم الأعجاب تفضح وجهها، وكلما تراها تقترب من سيهون وتنوي مصافحته كانت تتحول نظراتها إلى نحو أكثر نفورًا، لَكِنها تدير وجهها للطرف الآخر غصبًا وَهِيَ تحاول التحكم بتعابير وجهها ونسيان أمره، بالنسبة لها كان أملها معدوم منه وتتوقع أيّة خيانة منه وإن كان زواجهم غير مبني على الحب.. لَكِن الأمر لازال يؤلمها.
بالنسبة لسيهون كان الشخص الَّذي لم يحمل نفسه هُوَ الآخر عبئ المجاملات وقف على الطرف الأيسر يناظر ضيوفه بنظرات ملؤها القرف ولا ينوي مد يده لمصافحة أحد، كان مشغولًا بخزر يوهان مبتسم الوجه بنظراته التحذيرية وكأنه يقول له: لقد جنيت على نفسكَ بمجيئكَ لهنا، توقع كُلِّ شيء فحَتَّى أنا لا أستطيع ضمانة نفسي.
عندما لاحظ كاتيرنا تترصده بعينيها الماكرة من بين الجميع وتمد يدها لمصافحته وضع يديه في جيوبه وناظرها بطرف عينه.. لَكِن عينه زلت إلى كاتيا الَّتي تُصافح أدريان بالفعل!
بغيض الوجه -في نظره- يبتسم بسخافة ويكاد يغازلها بنطراته كما لو أنه يرى أنثى للمرَّة الأولى في عمره!
أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romanceوَيحدث أن تعيش كارهًا لشخصٍ ثُمَّ عندما تلتقيه تُدرك إن عمركَ مضى بأكذوبة! . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م