لَعْنــة فـالْتـَـردُو

٠٣٧

-أنظروا ماذا نشرت نساؤكم على قصتهن!

دخل أوتو غرفة سيهون وَهُوَ يلوح بهاتفه ويضعه أمام أعينهم، كاي وسيهون.. بعدما كادا يقيمان الحداد للتو على حبهم البائس كانوا جالسين يشربون عبوات الماء في وضعٍ أسوء من السيء ودون سبب واضح.. نهض سيهون أوّلًا وسحب الهاتف ينظر لما هُوَ موجود في الشاشة عن قرب فيما تأخر كاي في النهوض..

-ما هذا؟ ظننت إنكَ جعلت كاي يبدأ بشرب الكحول.. وإذ إنه يجعلك تشرب الماء.. هل هي وسيلة علاج من إدمان المشروب أم ماذا؟ ما هذا المستوى من البؤس الذي وصلتم له؟

يتجاهله الأثنان وكأنه لم يكن يتحدث ويسخر من حالهم، فحال أبناء عمه قد تحول للصدمة كما لو أنهم تلقوا ضربة صخرة على رؤسهم كُلِّ هذا بسبب ما رآوه في قصة جيني المنشورة على تطبيق الانستاغرام..

بما أن جيني كانت تحظر سيهون منذ سنتين سارع وطلب أخاه أن يفتح هاتفه لتفقد القصة من حسابه، وقد استحوذ على هاتف أوتو وَهُوَ يعيد تكرار القصة كأنه ينوي حفظ تفاصيلها!

-لا شيء يظهر عندي.. كنتُ لأقول ربما حظرتني ولكن حسابها ظاهر لديّ..
يمتم كاي باستغراب عندما لم يعثر على قصة جيني من حسابه وهنا طالعه كلا من أوتو وسيهون بنظرات ذات معنى واحد، أعلنه أوتو وقد أخذته ضحكات الصدمة وعدم التصديق:

أتعني إنها قامت بعمل أخفاء لكَ وقد نشرت قصة مع رجل آخر؟ إلهي...وماذا عنكَ يا سَيِّد؟ في العادة كانت تركض النساء وراءك نيلا لاهتمامك لَكِن.. يبدو لي إن كاتيا تمشي على نهج جيني.. إنها فتاة رائعة لقد بدأت أُعجب بها الآن.

ما بين السخرية من كاي على مثل هَكَذَا عملة خائنة من جيني، وما بين إذلال سيهون على حاله وقد شحب وجهه وّهُوَ مصدومًا لأنه يرى كاتيا الَّتي بينما هِيَ تصده مدعية الصدمة والزعل منه إنها الآن رفقة جيني وادريان في القصة المنشورة ويبدو أنهم مستمعين رفقة الجراء الصغار اللطيفة!

لم يكن لديهما متسعًا من الوقت للرد على كلام أوتو، عبرا يتجاهلانه وكلاهما قد فكر بذات الشيء وبذات اللحظة.. سحبوا مفاتيح سَّيَّاراتهم ونزلوا للأسفل وكلاهما قد إتّجه ليستقل سََيَّارته والذهاب للعنوان المقصود.. لولا أن كاي ينادي سيهون في اللحظة الأخيرة ويطلب منه الركوب معه للذهاب سويًا..

كانت حملة تطوعية نظمتها جامعة جيني مختصة بالكلاب والجراء الضالة والجريحة في الشوارع، لَكِن السؤال هُوَ ما هِي  علاقة أدريان بهذِهِ الحملة وكيف وصل بهم الحال لألتقاط صورة جماعية بل ونشرها على الانستغرام للعلن هَكَذا!

-لنقل أن جيني تحاول تجعلك تنفصل عنها لَكِن.. ماذا عن كاتيا! وتخبرني الأسبوع الماضي إنه من يتودد لها رغم إنها تصده! ذَلِكَ الرجل الدبق! كاي.. لماذا لا تقول شيئًا ألستَ غاضبًا أم إنني الوحيد الَّذي يشعر بالغضب؟