مثل الشمسِ وَالقمر، بعيدان وَمُختلفان بطريقة لا تجمعهما فيها الحكايات وَلا حَتَّى النظرات، لَكِن الأرض وحدها هِيَ من تجمعهما، الأرضٍ المُدللة الَّتي لا تعرف إلا العيش تحت نور شمسها نهارًا وفي الليل يواسي ظلمتها قمرها الجميل.. كانا مثلهما، يختلفان في ألف صفة وتجمعها صفة الحُب.وَفي الوقت الَّذي كانت تراقبه هِي فيه لمحو شُعلة الإعجاب من قلبها وجدت إن النظر له صار عبارة عن إدمان! هِيَ تعرف إن الأمر خرج عن سيطرتها لَكِنها لازالت تبدو بالهدوء الَّذي تتصرف فيه كأنها سَيِّدة هذا الحب، وَفي حين إنها صارت خائفة جدًا وفي عقلها ألف سؤال!
هَلْ قد يكون الوقوع في حب شخصٍ لا ينظر لها مباشرة لأكثر من ثواني حَتَّى هِيَ فكرة جيدة؟ هَلْ قد يكون الوقوع في حبِّ شخصٍ يُعاملها بهذا الطريقة المُختلفة هُوَ ما يستهوي قلبها أصلًا؟
وَمع إدراكها لكُلِّ هذا كانت تواصل التصرف بطريقة متهورة، مثلًا عندما دخل أكسل ذات يوم وفي يده صندوق ما، وعندما سمعته يطلب من الخادمة أن تنادي كاي لأن هذِهِ هِيَ ما تبقى من أغراضه الخاصة وقد جلبوها من منزله القديم في هامبورغ، ركضت نحو أكسل بسرعة وقامت بألف حيلة حَتَّى تنفرد بذَلِكَ الصندوق لاسْتِكْشاف ما فيه..
فتحت ذَلِكَ الصندوق ونظرت بفضولٍ شديد لكُلِّ ما فيه، وَكانت الابتسامة تشق وجهها من الخد الأيمن للأيسر، عثرت على صورة فيها إمرآة جميلة بيضاء البشرة وذات شعرٍ أسود ناعم وفي حضنها طفلٍ في شهوره الأولى غارقٍ بخديه الَّتي كانت مثل القطن.
نظرت لتلك الصورة عن قرب مع إدْراكها إن هذا الطفل هُوَ كاي! كان خديها يشتعلان من شدة شعورها بالحب مع ذَلِكَ الطفل وَهِيَ تستلطف كُلِّ ما فيه من تفاصيل، ملابسه صفراء اللون، عينيه الَّتي تلمع وابتسامته الواسعة بذَلِكَ الفم الصغير! كم كان سعيدًا وَهُوَ في حضن والدته؟ فَكَّرت..
ثم وضعته الصورة على جنب وأدخلت يدها بالصندوق بشكل أكثر عمقًا وَهِيَ تنظر من حولها تتفقد لو كان هنالك أحد يراها ربما، وقد استعجلت البحث لعلمها إن دقائق قليلة وسيأتي كاي لأن الخادمة قد ذهبت لتناديه..
عثرتْ على مجموعة من الأوراق بعضها شهادات تفوق كانت تخص المدرسة وَبعضها كانت أوراق رسمية عادية.. حَتَّى عثرت على صور ورقية من بينها.. كان كاي فيها برفقة مجموعة من الطلاب وَهم يرتدون زيَّ التخرج من الجامعة، وصور أخرى بدت مثل جلسة تصوير فردية له وَهُوَ يرتدي زي رسمي مثل النواب والمحامين في المحكمة! شعرت بالتفاجؤ لأنها المرَّة الأولى الَّتي تُدرك فيها إن كاي في الواقع هُوَ طالب أو خريج قانون! وَعندما قلبت الصورة رأت إن هُنالك تاريخًا مكتوبًا خلفها حيث أُلتقطت هذِهِ الصورة في ربيع عام ٢٠١٩.
-ماذا تفعلين؟
التفتت ورائها لتجد كاي قد قبض عليها بالجرم المشهود وَهِيَ قد نثرت كامل أغراضه خارج ذَلِكَ الصندوق وصارت على الطاولة، لَكِن كأن هذا سيجعلها تشعر بالإحراج؟ وبدل أن تبرر له فعلتها وتطفلها المتهور سألته بفضول:

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romance"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م