فُغِرَ فاهه في عجب مما سمعته أُذُناه، وَأَوَّلَ ما خاطره كأقرب تفسيرًا منطقيًا لما سمعه كان سؤالها: هَلْ شربتِ شيئًا ما؟ كالأمس..ناظرته وَقد اكتست حمرة وجهها وشجاعة حالها تعابير مستغربة لا تكاد تفهم المغزى من سؤاله هذَا، فسألته مترددة: ماذا تعني بذَلِكَ؟
ثُمَّ تأخذ نفسًا عميقًا دون صوتٍ مسموعٍ وشابكت يديها وراء ظهرها في أثناء ذَلِكَ وأخذت تفركهن بتوتر وَإحْراج وَلم تكن تتذكر ما حصل بالأمس لذا لم تكن متأكدة تمامًا من الأمر وأحَسَّت إنه ماذا لو شتمته في الأمس واليوم تطلب منه الزواج؟ هذا سيكون غريبًا.. فكّرت هذا لأنه كان يناظرها في هذِهِ الأثناء بطريقة لا تستطيع استيعابها أو التعامل معها وكأنه يقول: هَلْ أنتِ جادّة؟ ليس هراءً أو هذيانًا يعني؟
عندما انْدَفَعَت بهذا الشكل كالشجاعة الَّتي لا تُقهر، لم تكن تعتقد إن الأمر سيكون صعبًا إلى هذَا الحد معه للحصول على إجابة سواء الرفض أو القبول، فبأسوأ الأحوال سيرفضها وستصمت هِيَ حينها! وَلَكِنَها اسْتوعَبت إن عليها الشرح أَوَّلًا فبدأت تتحدث: أعني.. حسنًا، سأشرح، هُوَ ليس زواجًا مثل الَّذي تتخيله، أنا أعني..
لاحظت إنه كان ينظر ناحية يمينها باِتّجاه الباب فجأة وقد أدْرك إنه كان مغلقًا لذا رفع يديه وَاسْتأَذَنَها بخفة: عذرًا لحظة..
فقاطع بذَلِكَ سيلاً من الجمل الَّتي كانت على وشك رميها في وجهه، فأذ به يخطو ناحية الباب ثُمَّ يفتحه على وسعه بدل كونه مغلقًا، وَعلى الرَّغم إنها كانت تشعر بالإحْراج والخجل وتتساءل عن الَّذي يحصل هُنا وَلماذا يقاطعها كأنها ليستْ متوترةً بالقدر الكافي! لذا أيحاول جعلها تتراجع بهذِهِ المماطلات الباردة؟ تساءلت!
لَكِنَها تأخذ نفسًا عميقًا وَتُصرّ على إكْمال الحديث: زواجٌ على الورق.. تعرف هذا صحيح؟ كما في المسلسلات، أعني! بشكل أكثر دِقَّة.. خلصني من هذا الأمر فأنا أعلم أن جَدّي لا يُمكن إِيقافه بأيٍّ طريقةٍ أُخرى سوى هذِهِ!
كادت تتوسل له في نهاية الكلام لعلَّها تستعطفه في عرضها عديم الحيلة هذَا فأنها لم تجد من مخرج من هذِهِ الأَزْمة إلاَّ هذا ولا تعرف شخصًا أكثر شجاعة منه للوقوف في وجه جَدّها غيره، وفي نفس الوقت.. كانتْ تشعر بنوع من الراحة معه من ناحية إنه يخاف النساء ربما أو يتجنبهن! فَكَّرَت..
كان لازال يقف في الزاوية حيث إنه رجع خطواته بعدما فتح الباب فأوقفه كلامها، بالأحرى صدمه! كان عاجزًا عن التعليق لبضعة ثوانٍ وَهُوَ يتساءل إن كانت هذِهِ المرآة بكامل قواها العقلية؟ وَظَلَّ واقفًا بعيدًا عنها ولو رآهم أحدًا على هذًا الحال لظنَّ إنه يخاف الاِقتراب منها..
لَكِن هذا الصمت كان يخيفها فظلَّت تناظره نظرة فيها التردد والتوتر ولكنها بالتأكيد توقعت الرفض! علمت إنها فشلت بالنظر لردِّ فعله، لَكِنَ الطريقة الَّتي جاء عليها الرفض كان غريبًا بالنسبة لها: كلا، فمثل هذا الزواج باطل في ديني.. بالمختصر.
أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romanceوَيحدث أن تعيش كارهًا لشخصٍ ثُمَّ عندما تلتقيه تُدرك إن عمركَ مضى بأكذوبة! . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م