-لا أصدق ذلك! غيرد لا يُمكن ان يفعل ذلك بي! أنت تعلم كم هُوَ يحبني جَدّي! لقد سعى لنيل رضاك لخمس سنوات فقط لجعلك توافق على زواجنا فكيف يفعل ذَلِكَ بي! أنْتَ تتعمد فعل ذلك للاِنْتِقام مني صحيح!هيلدا التَّي رفضت رفضًا قاطعًا ذَلِكَ الاتِّهام وَلم تسمح لجَدِّها حَتَّى بإنهاء كلامه وأصرَّتْ على أن زوجها بريءٌ.. سرعان ما تحول كلامها لكاي مُتهمة إياه بتعمد فعل ذَلِكَ!
كان هُوَ مندهشًا لكيف أنها لم تَشُكّ بزوجها ولو لوهلة وكان يعرف إن النساء لا يتساهلن بموضوع الخيانة عادةً فكيف تبدو هِيَ واثقة هَكَذَا؟ كان ينظر لها مندهشًا وَهُوَ يفكر بأنها حَتَّى لم تسأل أبنة عمها عن الأمر!
بعد ثواني من الصمت الَّذي ظَلَّت هيلدا فيه تُطالع كاي بحقدٍ وكأنها تنتظر منه الزَّلَّة حَتَّى ترد عليه بقوة ولكن هدوءه جعلها من تُبادر لتخاطبه بوقاحة:
أنْتَ تغار منا صحيح؟ تغار لأن أبي كان بجانبا دومًا بينما لم يكن يكترث لأمرك حَتَّى!
-هيلدا!
يصرخ بها جَدّها على الفور حَتَّى إنها فُزعت ونظرت لجدها مصدومة ولازالت لم تتقبل فكرة إن جَدًها يقف بجانبه على الدوام بعد، حيثُ ناظرها نظرة قاسية وَهُوَ يقول: لا تتحدثي بأشياءٍ لا تفقهي بها! ولا تخاطبي أخاك بهَكَذَا أسلوبٍ بعد الآن!هَزَّت رأسها مقهورة وقالت: أجل جَدّي، أمرك جَدّي! أعدك إنني لن أتحدث معه بعد الآن!
تقول بتلك النبرة المقهورة كأنها الضحية هُنا ثُمَّ تُدير وجهها وتغادر تاركتهم بتلك البساطة ولم يحسموا موضوع غيرد بعد، حيث تنهَّدَ السَيِّد فالتر ونظر لجيني ثُمَّ نظر لكاي فقال:سأتحدث معها لاحقًا.. لربما تكون مصدومة..
ثُمَّ يلتفت لجيني فيقول بنبرةٍ أكثر لين: فالتذهبي لغرفتك جيني.. أرتاحي قليلًا.اِنْسَحبتْ جيني دون اِعتراض أو قول أيَّ شيءٍ وبدت روحها منطفئة كأنها لم تتوقع الكثير ولم تُصدم عندما جرت الأمور بمثل هذا البرود، لكن كاي كان على النقيض منها تمامًا، بدا إنه لم يكن يُصدِّق ما حصل، وَظَلَّ ينظر لجَدِّه كأنما ينتظر تفسيرًا إضافيًا أو ما شابهه من إجراء وَلَكِنّ جَدّه يناظره ببرودٍ هَكَذَا ثُمَّ يقول:
هَلْ هُنالِكَ ما يدور بعقلك كاي؟
أَجَابَه على الفور: نعم، هُنالِكَ الكثير في الواقع!
تنهَّدَ جَدُّه تنهيدة طويلة وذهب ليجلس على الكرسي وراء طاولته وقد مسَّدَ وجهه لبرهة من الزمن وَهُوَ بحيرة من أمره ثُمَّ قال ببساطة:
دع الأمورعليّ..
***
ذهبت هيلدا دون قول أيَّ شيء مباشرة إلى غرفتها، وما إن دخلت الغرفة وصارت بمفردها تنهَّدَتْ بقوة وصارت تعابيرها أكثر حيرّة وشكًّا، كانت هُنالِكَ الكثير من الأفكار في عقلها، وَهِيَ أفكار لم تكن لتسمح بحصولها! كانتْ غاضبة من زوجها لكيف ترك زَّلَّةً على نفسه جعلتْ كاي -حسب ظنّها- ينتقم منها من خلالها!
أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romanceوَيحدث أن تعيش كارهًا لشخصٍ ثُمَّ عندما تلتقيه تُدرك إن عمركَ مضى بأكذوبة! . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م