٠٠٤

53 9 198
                                    


بعدما تُرِكَ في غرفته أخيرًا، سارع لفتح تطبيق الانستغرام للبحث على حساب صديقه الذي كان سهل الوصول إليه ثم راسله وأخبره أنه كاي وتركَ له رقم الهاتف الذي بيده وضل بانتظار اتصال منه..

هو لم يستكشف الغرفة حتى ولم تكن له نية في ذلك لكنه لاحظ وجود باب من وراء الستائر فنهض رويدًا وأبعدها ليكتشف أن هذا الباب يفضي إلى شرفة رائعة سرعان ما أندفع إليها مبهورًا بالمنظر من حوله.. فمع إدراكه لكبر وفخامة المنزل من الداخل إلا أن مظهره من الخارج كان يبدو أفضل بكثير بما أن هنالك الكثير من الأشجار والهواء النقي من حوله وهو تمامًا ما كان كاي بحاجته في تلك اللحظات بالذات..

استند على السور وكان يفكر عميقًا بكل ما حصل الساعات الأخيرة وكيف أنتهى به الأمر هنا! حتى إن إنفراده مع نفسه للمرة الأولى كان يجعل من صوته الداخلي أعلى، ورفضه أكبر.. وإن يقينه من كون هذا المكان ليس بمكانه في أعلى مستوياته!

لكن كيف قادته مشاعره لقبول عرضهم الذي لازال يجهل كُل تفاصيله؟ كيف تحمل فكرة أن يعيش تحت نفس السقف مع أولائك الناس! جعله ذلك يمشي حوله بقلق وتشائمه يتضاعف بمرو الوقت..

هكذا حتى أنقذه أتصالًا من رقم مجهول علم صاحبه فأجابه على الفور: دانيال!

-كاي هل هذا أنت؟
يصله صوت صاحبه المستغرب وقد اكتشف غيابه منذ الفجر لأنه تغيب عن الصلاة وتلك لم تكن عادة كاي.

على الرغم من صعوبة شرح ما حصل واختصاره ببضعة جمل إلا أن معرفة دانيال لكُل القصة قد سهل عليه الأمر ولم يتطلب منه الكثير ليستوعب الصورة بالكامل والتي تركته هو الآخر في حيرة من أمره، لكنه دومًا ما كان الطرف الإيجابي الذي يحاول تسيير الأمور حتى المستعصي منها.

وهذا ما جعل كاي يسأله كاستنجاد: أخبرني دانيال كيف قد أخرج من هذا المكان.. كيف أقنعهم إنني لا أنتمي إلى هنا؟

استغرق منه بضع ثواني من الصمت ليقول: حسنًا هذا أمرًا صعب قليلًا ولكن لا بد أن هنالك طريقة واحدة فقط لذلك..

سأله كاي بلهفة عن هذه الطريقة التي يقصدها وكان يضع كامل أمله عليها أن تحل له الأزمة: دعهم يركلونك خارجًا..

-ماذا تعني؟
استفسر منه التفاصيل، ولم يكن دانيال ضيق الافكار بهذا الشأن بل كان يبدو أقرب إلى شخصٍ محترف للخوض في الأمر ببراعة:

حسنًا أنا أخبرك بهذا لأن ماضيي كان حافلًا بالمشاكل ولكنني أبدًا لا أشجعك عليها، حسنًا؟

استعجله كاي للحديث فأعطاه دانيال نبذة: أفعل كُل ما تستطيع لجعلهم يستوعبون اسلوبك، استهدف أخوانك وابناء عمك بما أنهم الحلقة الأسهل!


***


-هل تظن إنه عندما اخذ المفاتيح قد وافق على البقاء هنا؟
بهمّ وقلق واضح سأل السيد أدولف والده الجالس على مكتبه وكان مشغولًا ببعض الأمور، ولمَّا خاطبه أبنه انتبه له فسكت بالبداية ثم قال:

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن