لَعْنــة فـالْتـَـردُو

٠١٦

كانت تشعر بالعجز الَّذي يدفعها لمحاولة التخبط والتمسَّك بأيِّ شيءٍ كان، وَعلى الرَّغم من أن إصرارها كان يوحي بإيمانها إنها ستنجح بإنقاذ نفسها من المصير الَّذي رسمه لها جَدّها في النهاية.. لَكِنَها بدأت تفقد الأمل بسرعة مُثيرة للريبة!

تعلم إنه لا ذنب له في الموضوع وإنه ليسَ مجبرًا على قبول عرضها والزواج منها.. لَكِنها مُنذ إن أُجبرت على عيش هذِهِ الحياة بلا سند، اِضْطرَّت على التصرف بأنانية أحيانًا..

لا تستطيع الإِنكار.. إن ثبات كاي على قراره الأولي يجعلها تشعر باليأس شيئًا فشيء.. رَّغْم إنه فعل ما لم يفعله أخوتها من قبل أو حَتَّى الشخص الَّذي يدّعي حَتَّى هذا اليوم إنه يحبها، ويحبها مُنذ سنين لَكِنها ما رأت من حبه أيِّ نفع حَتَّى هذِهِ اللحظة! كان ينقصها في الحياة شخصًا شجاعًا مثل كاي! شخصًا قادرًا على الوقوف في وجه عائلتها، وتحكم جَدّها.. لَكِنها بدأت تفقد الأمل حَتَّى فيه..

هِيَ متأكدة إن سبب ذَلِكَ لأن كاي يفكّر بسذاجة أحيانًا.. أو لأنه لازال لم يكتشف خبايا أفراد عائلتها بعد، وَكيف من الممكن أن يتّحد أخيها الأكبر مع جيزيل لإقناع جَدِّها بضرورة زواجها!

كانت مُصدومة لسماعهم يتحدثون في غرفة دانييل الليلة الماضية وَقد مرَّت عن طريق الصدفة من هُنالك! لَكِنها أحَسَّت إن هذِهِ الصدفة كانتْ إشارة لها من الربً.. إشارة تخبرها إن عليها أن تجتهد أكثر لإنقاذ نفسها.. لَكن هذا لم يمنع شعورها بالصدمة وَهِيَ تسمع الحوار الَّذي يدور بينهما وجَدّها على الهاتف:

جَدّي.. صحيح إن جيني تبدو من النوع المتمرد.. لكن كل ما تحتاج له هُوَ فقط شخصًا يُحبها مثل توماس، ستصبح أكثر هدوءًا.. سيساندها زوجها في الحياة ويعلمها كيف تتصرف بتهور أقل..

توافقه جيزيل في كلامه وتضيف عليه: صحيح، في الواقع جيني لن تجد شخصًا أفضل من توماس... أظن أنها ستضِّيع فرصة عمرها إن أصرَّت على الرفض.

بدا إن جَدّها كان ينظر بشأن كلامهم بالفعل ويفكر فيه جيدًا، لَكنها كانت تُدرك بالفعل مدى مكر جَدّها فهُوَ سيكون قد فَكَّرَ بكل هذا مسبقًا! ولم يكن ليحتاج تشجيعًا منهم! بل إن ما جعلها مصدومة أكثر وخائفة من هذا الزواج هُوَ إن العريس الَّذي ينوي جَدّها تزويجها له هُوَ توماس!

هِيَ لم تراه كثيرًا.. لأنه غالبًا ما كان يسافر إلى بلدان متعددة، هُوَ ذلك النوع من الشباب الأثرياء الَّذي يدرس في بلد ويعيش في بلد ويعمل في بلدان مختلفة بأستمرار! فلدى عائلته المال الكافي لجعله يتنزه بين البلدان كما لو كان يتنزه بين شوارع برلين.. أن هذا في الواقع يشير لمدى ركاكة عائلته، وصحيح أنها لا تعرف عنهم الكثير لَكِنها سبق وألتقت بهم منذ حوالي سنة ونصف عندما دعاهم جَدّها لتناول وجبة في قصرهم..