٠٠٥

62 7 300
                                    


-ألا تدرسين التمريض؟ أَسْعفيه أيتها الغبية!
يصيح بها سيهون الذي أَدْرَك جدية الوضع لكنه بدل الشعور بالذنب أو الهلع كان يبدو من الخارج مسترخيًا كفاية لألقاء الأوامر لجيني أن تنقذه، ثم ينسحب من المكان بعد عجزه عن أبتلاع شعوره بالتوتر أكثر من ذلك ولكنه ما ودَّ أظهار ذلك للآخرين وواصل محاولة التصرف كأنه لا يكترث لِما حصل لولا أن دانييل الذي لاحظ حاله  أتبعه وأمسك بعضده هامسًا له:

هذه مصيبة.. أن أخبر جدنا بأننا تعمدنا إغْراقه فقد نُطرد من المنزل هذه المرة!

ناظره سيهون نظرة غضب فدفع يديه عن عضده ثم أخذ يلومه هامسًا مثله حتى لا يسمعهم الأخرين: أنتَ كنتَ صاحب الفكرة! كنت تظن إننا سنذله بهذا ولكن أنظر لما حصل! أراهن إنه لن يفوت هذِهِ الفرصة لإذْلالنا!

ثم ينظران نحوه مع عجز جيني على اِستجماع أفكارها، ظل سيهون يفرك يديه بلا وعيًا منه وهو يستدرك حجم المصيبة التي وقعت هُنا..

كانت جيني تجمع يديها معًا وهي تحاول مرارًا اتخاذ الوضعية الصحيحة للقيام بتدليك لأنعاش قلبه الواقف عن النبض! فيهزها جونغكوك بقوة حتى تتعجل وتفعل شيئًا ما لإنقاذه فترددها كان يوتره، بينما يصرخ أوتو فوق رأسها قائلًا: جيني أصحي.. لا وقت للهلع الآن!

كان من الصعب عليها تخطي ذلك.. رؤية شخصٍ وهو على حافة الموت يحتضر.. أو أنتهى من ذلك بالفعل! كان شيئًا لم تستطيع تخطيه رغم مرور السنين.. وبدلًا من ذلكَ صار محفورًا في ذاكرتها ككابوسٍ مخيفٍ للأبد رُبما..

تحاول جاهدة أن لا تسمح لمثل هكذا موقف بالتكرر أمام عينها مع عجزها عن فعل شيء! فتشد على يديها بقوة ثم تضعها بالموضع الصحيح عند صدره وهي تكاد ترتجف رعباً وهلعًا، فتأخذ نفسًا عميقًا وهي تقف على ركبتيها وتبدأ بالضغط بكل ما أوتيت من قوة وهي تكرر داخليًا: لا يمكنك أن تموت الآن! لا يمكنك أن تموت!

جونغكوك الذي اِرْتاح جزئيا عندما رأى جيني تعود لصوابها وتبدأ بإجْراء الإسعافات الأولية له بكد وجهد ليكون كفيلًا بكسر أحدى ضلوعه يسقط أخيرًا على الأرضية بعدما كان يجلس القرفصاء بسبب شعوره بالتوتر والقلق وهو يستشعر أنفاس كاي بوضع أصبعه عند أنفه.. ولكنه لم يستطيع الشعور بأي شيء لدرجة كانت كفيلة لحرق أعصابه في مكانها..

-كلا، كلا.. لا يستجيب!
جيني التي هي على حافة من الأنهيار تصرخ وهي تهزُّ رأسها أن لا جدوى من ذلك، والدموع التي كانت على حافة عينها قد بدأت بالتساقط بعد شعورها بالعجز، في الوقت الذي يفقد به جونغكوك القدرة على تحفيزها يناوب أوتو بدلًا عنه فيحث جيني قائلًا:هيا عزيزتي هيا أنت رائعة يمكنك فعلها واللعنة!

توقفتْ جيني عن إجراء التدليك لقلبه وبدلًا من ذلك أتجهت للخيار الثاني، فأغلقت أنفه بيديها بعدما تأكدت من رفع رأسه في الوضعية الصحيحة وهي تكاد ترتعب من فكرة إنه يبدو كالجثة خامدًا! ثم أخذت نفسًا عميقًا وأعطته أياه من فمه، وكررت العملية بضع مرات حتى بدأ بالاستجابة أخيرًا أخذًا بالسعال الممزوج بأنفاسه المضطربة، كان يشهق بقوة لاسترجاع أنفاسه التي فقدها لدقائق ثم تقيئ كل المياه التي أبتلعها وقد رفعته جيني بما تبقى لها من قوة لمساعدته على التقيء وعينيها قد فقدت سيطرتها على دموعها وصارت تهطل بلا توقف.

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن