بعدما استدعى السَيِّد فالتر حفيده للحديث على اِنفراد في مكتبه الخاص واِنسحبَ بوجه لا يُفسر ولا يُقرأ، غادر كاي إمتثالًا لمطلب جَدّه تاركًا جيني الَّتي حاولت إخباره إنها تود المجيء معه وَلَكِنه سبقها وَقال: سأذهب بمفردي، لا داعٍ لقدومك.لم تكن جيني تشعر بالارتياح بتركه يذهب بمفرده فهي لا تزال على قناعة تامة من إن كاي لا يعرف جَدّهم حقًا وَكيف يفكر وما هِيَ نواياه، ولو توقف الأمر عليها لما طلبت موافقته! وَلَكِن كاي يريد ذَلِكَ ولأجله صمتت..
كانت تتجاهل نظرات الباقين لها ولم يجرؤ أحدهم بعد على النبس بكلمة لربما بسبب شعورهم بالصدمة أو ربما لظنهم إنها لم تكن تملك فكرة عن موضوع الزواج وكان اجتهاد فردي من كاي، وَلَكِن توترها الَّذي دفعها القول "كلا لن أستطيع الصبر أكثر" قد فضح حالها وقلقها عليه.. لولا إن اوتو يوقفها قائلًا:
توقفي أختي العزيزة هُوَ لن يطير..
حاولت دفعه وَهِيَ تقول له إنه يعرف ما تقصده بالضبط وطلبت منه الابتعاد عنها وَلَكِنه أصر على الوقوف بطريقها لمنعها من التدخل لأن هذا سيجعل الأمور غير مقبولة بالنسبة لَجَدهم..
ما فعلته جيني كان كفيلًا لجعل دانييل يخرج عن صمته ليقول:
ظننت أن لديه أفكارًا منحطة بشانك لكن أتضح إن الأمر برضاكِ..ناظرته جيني وقد أعجزتها الصدمة عن الرد لبرهة وَهِيَ تفكر كيف من الممكن أن يكون تفكير أخيها متسخًا لهذه الدرجة! فتستغل جيزيل صمتها لتضيف وقد ضحكت ضحكة ساخرة ومستفزة قبلها:
أليس هذا ما كانت تسعى له منذ زمن؟ لترك هذه العائلة! الآن وقد عثرت على الشخص المناسب تمامًا.. يشبهها بالضبط، لم استغرب إطلاقًا!
تنهَّدَ أوتو لشعوره بثقل وقسوة هذه الكلمات من جيزيل لَكِنه لم يستطيع القول أكثر من: عمتي.. هذا قاسٍ!
نهضت هيلدا لتوها من على الكرسي الَّذي بقيت جالسة فيه منذ سماعها للخبر ولم تنهض بعد بسبب شعورها بالصدمة والقهر، فلم تكن تعرف ما عليها قوله للتنفيس عن شعورها بالكره والرفض لهذا الأمر! لَكِن حديث والدتها قد حفزها للقول بكُلِّ وقاحة:
جيني.. ألم تعثري على شخصٍ آخر لتحقيق أمانيك السخيفة هذه؟ بربك! مالَّذي أعجبكِ بهذا الشخص!
أخذت جيني نفسًا عميقًا ونظرت لهيلدا نظرة اشمئزاز ثُمَّ اشاحت بصرها بعيدًا عنها وكأنها تقول إن الردّ على كلامها ليس من أولويتها حاليًا، فألتفتت لدانييل الواقف عند الكرسي وجيزيل على الطرف الثاني من الطاولة فقالت مبتسمة:
يسعدني إخباركم إن محاولاتكم للتخلص مني بتزويجي من توماس قد فشلت! سأبقى هُنا شئتم أم أبيتم!
تقدم أوتو إلى حيث تقف جيني وحاول إقناعها بالصمت وعدم الاِنفعال ريثما يعرفون ما هُوَ موقف جَدّهم الفعلي وإن كان سيوافق أم لا، في حين كان دانييل ينظر لجيني نظرة مستنكرة ممزوجة بالاستصغار وكأنه يقول: كيف تجرؤين!

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romance"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م