انتزعت أوًَل ما صادفته يداها من الخزانة لترتديه بدلًا من ملابسها المُبللة وَكانت تمشي أثناء ارتدائِها لملابسها اختصارًا للوقت، ولم تجفف شعرها أيضًا وغادرت غرفتها فورًا للتجه إلى عنده فهي لازالت قلقة عليه ورغم إنه أخبرها إنه بخير إلاَّ إنها تكاد تصفع نفسها غضبًا في كُلِّ مرَّة تتذكر إنها قامت بتلك زلة غبية وتسببت بسقوطه في المياه ولديه خوف منه!كانت تشعر بمغص في قلبها وابتسامة نادمة تخاطر شفاهها كلما تذكرت مدى اجتهاده في الاعتذار منها! وَهُوَ لم يكن يعلم إنها من شدة حبها له كانت عاجز على الغضب منه أكثر من دقيقة بعدما جاء يطرق باب غرفتها وَهُوَ بخير ولم يتاذى!
دفعت باب غرفته ودخلت باحثة عنه لتجده لتوه كان خارجًا من الحمام يمشي ويضع المنشفة عند رقبته وقد استغرق منه الأمر ثانيتين ليلاحظ وجودها.. وهذا جعلها تُدرك أن عقله كان مشغولًا بأفكار ما.. ربما يفكر بشأن النُزهة الَّتي أخبرها عنها المرَّة الماضية أو الأسوا.. كانت تخاف أن يكون قد تذكر والدته!
-لماذا لم تجفف شعرك بعد؟ لقد غربت الشمس يُصبح الجو أبرد..
اقتربت منه وسحبت منه المنشفة ثُمَّ سحبته من يده لجعله يجلس على سريره، لم تقل شيئًا آخرًا وبصمت ممزوج بالشعور بالندم رفعت المنشفة وبدأت بتجفيف شعره، لَكِنه أمسك يدها لمنعها من مواصلة فعل ذلك، ثُمَّ أشار لها لتجلس بجانبه، ففعلت هِيَ ذلك بهدوء شديد.-دعيكِ مني، سأكون بخير.. لَكنك ستبردين.
يقول ويأخذ منها المنشفة ويضعها فوق شعرها يدثره بشكل جيد، ثُمَّ ينهض للبحث عن جهاز التحكم بالتكييف لخفض برودته، عندها زفرت هي وسألته بتردد:هَلْ تذكرتها؟
نظر لها مترددًا.. لم يفهم صيغة سؤالها لذا سألها رغم إنها أحَسَّت إنه قد فهمها لبرهة: من تقصدين؟
-أعني والدتك.. العمة أيمي.
بعدما شرحت عاد هُوَ وجلس بجانبها وأخذ بيدها مقبلًا إياها على ظاهر يدها ثُمَّ يقول لها: أنسي ما حصل منذ قليل.. لم يكن خطأوك.. أنا من عليه تخطي هذا الخوف، أخشى إنه لو وقع موقفًا صعبًا في المستقبل.. معك أو مع أخوتي.. أن أعجز على مساعدتكم بسبب خوفي هذا..
كان يعصرها قلبها لسماعه لكلماته كم بدت صادقة وكم أشعرتها بالذنب أكثر حد إن عينيها قد أغروقت بالدموع وَعندما يلاحظها هُوَ تبدو تعابير وجهه مستغربة بشدة ليسألها قلقًا: ماذا حصل؟
زفت هي شفاهها محاولة التحكم بمشاعرها الفياضة وقالت كأنها تقطع وعدًا له: سأعلمك السباحة.. سأساعدك بتخطي مخاوفك!
عندما قالت ذلِكَ تمسح وجهها بسرعة وتأخذ نفسًا عميقًا وقد أسعدها فكرة إنها ستساعده في التغلب عن مخاوفه لدرجة إن مشاعر الحماس قد أخذتها للقول: ما رأيكَ لو نبدأ غدًا؟
أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romanceوَيحدث أن تعيش كارهًا لشخصٍ ثُمَّ عندما تلتقيه تُدرك إن عمركَ مضى بأكذوبة! . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م