بعد هذِهِ المداخلة الجريئة صار السَيِّد فالتر ينظر لدانيال بنحو جدّيّ أكثر، وَصمت كاي مع ما قاله كان يُعلمه أنه موافقًا لما يقوله هذا الرجل وَهُنا بدأ يستوعب أهمية وتأثير هذا الرجل بالنسبة لكاي، فيرخي ملامحه مِن عدم التقبل إلى النقيض ويصبح يوليه اِهتمامه بشكل أكثر جِدّيّة، ثُمَّ يُجيبه:بالطبع أنا لم أكن أقصد هذا.. وَلَكِنَ كاي هُوَ أبن هذِهِ العائلة وَوجوده مُهِمّ بالنسبة لنا.. وَنحن مستعدون لفعل أيَّ شيءٍ فقط لكسبه لعائلتنا من جديد.. لاسيما مع الوضع الصحي الحالي لأدولف.. فهُوَ لا يُردِّد إلاَّ بأسم كاي، ولا يريد الحديث إلاَّ معه.
ثُمَّ يصمتُ لبرهة فيتنهد وَيَفُكّ شباك يديه عن بعضهما ثُمَّ يفرك جبينه بهّمٍ حقيقي لكنه شاء به أن يُشعر حفيده بصعوبة الموقف الَّذي هُوَ فيه، فأخبره:
كاي.. أنا لا أستطيع رفض أيَّ مطلبٍ لوالدك في الوقت الحالي.. لذا فهذا الأمر يصبح أكثر صعوبة بالنسبة إليّ.. فوالدك قد كلفني بمهمة جلبك إلى المنزل من جديد وَهِيَ امنية لا أعتقد إن أي أب سيرفض تحقيقها لأبنه وَهُوَ في مرض صعب.. فبعدما أوقع والدكَ المرض ورأى أن الدُنيا قد تزول في أية لحظة.. لم يستحسف لمالٍ سيتركه ولا لعمرٍ لن يعيشه، بل الشيء الوحيد الَّذي أدرك قيمته في هذِهِ الحياة هُوَ عائلته، فكيف وَأحد أفرادها بعيدون عنه؟ ذلك جعله يشعر بالذنب بطريقة لا تتخيلها.. وجودك في حياته الآن يمثل ضرورة وَليس مُجَرَّد رغبة!
رغم مشيئة كاي بالبقاء ثابتًا وعدم الاستسلام في القريب الباكر إلاَّ أن هذا النوع من الكلام قد أثَّرَ به بشكل عميق، ليس لأنه شفق على والده ولكن لأنه تعاطف معه وتفهَّمَ مشاعره بطريقة لا يمكنه معها تجاهله بعد الآن، وَهَكَذَا بدأت لغة جسده تتغير كما لاحظ جَدّه فمن جلوسه بهدوء مطلق كأن لا شيء قد يهدد مشيئته إلى التحرِّك بقلقٍ واضطرابٍ، مع تنهيدات مثقلة، ومن ثُمَّ ينظر إلى صاحبه كأنه المحطة الأخيرة لإرشاده للقرار الصحيح، فيناديه:
دانيال..
عندها يرِّبت دانيال على يديه اللتين كانتا موضوعتين على الطاولة بقلق، وَهَزَّ رأسه له بأيجاب كأنه يخبره أن يثق به ولا يحمل همًّا بعد الآن، ثُمَّ بعد ذَلِكَ يتكفل هُوَ للحديث مع السَيِّد فالتر:
حسنًا كما ترى يا سَيِّد فالتر.. فأن كاي لا يستطيع تجاهل مشاعره أو إنسانيته من هذِهِ الناحية وإنْ تَحفَّظَ بالحديث بشأن شعوره بالانْتماء لهذِهِ العائلة.. فأن شعوره بالانْتماء لعائلته في مثل هَكَذَا وضعٍ حرج لم يَعُدْ أَهَمَّ ما في الأمر.. إذًا، هَلْ بامكانك إخبارنا عن الوضع الصحي للسَيِّد أدولف بشكلٍ أوضح وَما هِيَ طبيعة العلاج الََذي يخضع له؟
***
جيني الَّتي كانتْ ستغادر المستشفى أخيرًا رفقة أخويها لمحت شيئًا ما في نهاية الممر.. ففي الوقت الَّذي كان كلا من دانييل وَأوتو يفتعلان مشهدًا مبالغًا من الدراما وَهُمَا يودِّعان سيهون وَجونغكوك بشكلٍ مكثفٍ بينما يخبرانهما إنهما موجودان في أيِّة لحظة إن حصل شيئًا سيئًا وأخيرًا يطمئنانهما بشأن أن عمهم أدولف سيستحن ولا شَكَّ في ذَلِكَ..
أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romanceوَيحدث أن تعيش كارهًا لشخصٍ ثُمَّ عندما تلتقيه تُدرك إن عمركَ مضى بأكذوبة! . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م