٠٢١

41 5 202
                                    


بعد طول انتظار، ها هُوَ اليوم الَّذي لم تتخيل قدومه بمثل هذه السُرعة يأتي أخيرًا، أحيانًا يخالجها الشعور بالخوف والكثير من التوتر، وأحيانًا أُخرى يغطي شعورها بالحماس على تلك المشاعر السلبية، إنه يوم خطبتهما الرسمية، ويوم عقد الزواج الشرعي كما أخبرها هُوَ.. تذكر في تلك الليلة كيف كان يحاول شرح الموضوع لها، وبدا مترددًا ربما من طرح الفكرة.. لَكِنه قال جُملتين:

" جُعِلت فترة الخطبة للتأكد من قرار الزواج بالشخص الآخر، لَكِنني متأكدٌ من إنني أريدكِ كزوجة لي جيني.. فما هُوَ رأيكِ؟"

"سأكون أكثر اطمئنانًا لو عقدنا الزواج الشرعي فهُوَ يمثل الكثير بالنسبة لي.. قد لا تفهمين ضرورته وَلَكِنه مهم بالنسبة لي، فأنا لا أُريد أن اتخطى الحدود الَّذي وضعها الله بيني وبينك دون ضمان حقيقي لكِ.."

على الرغم من إنها لم تكن تستوعب مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة له، عرفت إنه عبارة عن موافقة شفهية وتعهدات شفهية يقدمها العروسين لبعضهما والَّذي يعني حسب دينه إنهما متزوجان وهذا يلزمه ببعض الواجبات، لَكِنها شعرت بمدى صدقه ونقاوته.. كان لا يفرض عليها أيَّ شيء.. كان يشرح لها الأمر أولًا، ويطلب رأيها بذلك وعندما توافق سينفذ ذلك بعدها..

كان لديها فضولٌ حقيقي لسؤاله عن شيء ما، عن السبب الَّذي يجعله يرفض لمسها ويعاملها بكل تلك الحدود المبالغ بها أحيانًا، صحيح إنه لم يؤذيها مثلما فعل بعض الرجال الَّذين تعرفهم في حياتها.. لَكِنها أحيانًا تخاف من فكرة أن يخفي رجل مثله شيئًا ما خلف كُلِّ هذه المثالية! فهُوَ كان بلا عيوب بالنسبة لها.. بطريقة تجعلها خائفة أحيانًا..!

لَكِنه قدم لها جوابًا جعلها عاجزة عن الشك به بعدها، جعل قلبها معلقًا به أكثر، جعل ثقتها فيه تزاد لدرجة إنها صارت كالعمياء واثقة إنه لن يؤذيها.. كان بالنسبة لها مثل الحلم الَّذي لم تطلبه من قبل وَلَكِن الله قد حققه لها.. كيف يُعقل أن تنبني مثل هذه الرابطة النقية بينها وبين شخصًا آخر خلال مدة أقل من شهرين؟ كانت تتساءل والتعجب يأكل فرحتها أحيانًا..

"علمني ديني إن المرآة هِيَ كنز، لا يرى جمالها إلاَّ من سعى لها، وَهِيَ مقرونة برجل واحد هُوَ زوجها، لا يلمسها أحدٌ غيره ولا يحبها أحدٌ مثله، وَإن الزواج هُوَ أسمى وعد يقطعه لها من أحبها، في ديننا أوصينا بالمرآة، فلا يكرمها إلاَّ الكريم ولا يهينها إلاَّ اللئيم، وبصفتي رجل فليس من حقي لمس أخرى أو النظر لآخرى إلاَّ المراة الَّتي أتخذها زوجة، ولا تكفي النية يجب أن تكون هنالك أفعالًا حقيقية.. هَلْ تكفيكِ هذه الإجابة؟"

كانت تعرف إنها تعيش مع رجالٍ أوغادٍ من قبل لَكِن عندما دَخل هُوَ حياتها تيقنت من أن من رأتهم سابقًا لم يكونوا رجالًا أصلا.

كانت قد نهضت من على فراشها للتو وقد استيقظت باكرًا كما نامت في الأمس باكرًا فقط لأجل هذا اليوم، تذكر كيف أرسل لها رسالة عندما كانوا وسط جميع أفراد عائلتهم ليلة أمس قال فيها "أذهبي للنوم، سأعمل على حَلِّ المشكلة قبل عقد الزواج"

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن